176

تفسير کبير

التفسير الكبير

ژانرونه

وقوله تعالى: { كذلك يبين الله } أي هكذا يبين الله؛ { ءايته للناس لعلهم يتقون }؛ لكي تتقوها وتنجوا من سخط الله والعذاب.

[2.188]

قوله عز وجل: { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل }؛ أكل المال بالباطل على وجهين؛ أحدهما: أخذه على وجه الظلم بالغصب والخيانة وشهادة الزور واليمين الفاجرة؛ والثاني: أخذه من جهات محظورة مع رضاء صاحبه؛ مثل القمار وأجرة الغناء والملاهي والنائحة وثمن الخمر والخنزير والربا وأشباه ذلك. ومعنى الآية: ولا يأكل بعضكم أموال بعض بالباطل؛ أي من غير الوجه الذي أباحه الله تعالى. وأصل الباطل: الشيء الذاهب الزائل؛ يقال: بطل يبطل بطولا وبطلانا؛ إذا ذهب.

قوله تعالى: { وتدلوا بها إلى الحكام }؛ أي ولا تظهروا حجتكم للحكام بالباطل، فيحكم الحاكم في الظاهر مع علم المحكوم له أنه غير مستحق في الباطن. وأصل الإدلاء: هو إرساله الدلو في البئر؛ يقال: أدلى دلوه؛ إذا أرسلها، قال الله تعالى:

فأدلى دلوه

[يوسف: 19] ودلاها يدلوها؛ إذا أخرجها ثم جعل كل إلقاء قول أو فعل إدلاء، ومنه قيل للمحتج بدعواه: أدلى بحجته؛ لأن الحجة سبب وصوله إلى دعواه كالدلو سبب وصوله إلى الماء.

واختلف النحاة في محل قوله: { وتدلوا بها } قال بعضهم: الجزم لتكرر حرف النهي؛ أي لا تأكلوا ولا تدلوا وكذلك هو في حرف أبي بإثبات (لا). وقيل: هو نصب على الظرف كقول الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إن فعلت عظيم

وقيل: نصب بإضمار (إن) المخففة. وقال الأخفش: (نصب على الجواب بالواو).

ناپیژندل شوی مخ