تفسير کبير

الطبراني d. 360 AH
112

تفسير کبير

التفسير الكبير

ژانرونه

قال ابن عباس رضي الله عنه: (بعث الله سحابة على قدر الكعبة فجعلت تسير وإبراهيم يسير في ظلها إلى أن وافت مكة ووقفت على موضع البيت، ونودي: يا إبراهيم إبن على ظلها لا تزيد ولا تنقص، فبنى بخيالها).

وقال بعضهم: أرسل الله جبريل ليدله على موضع البيت وذلك قوله تعالى:

وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت

[الحج: 26]. فبنى إبراهيم وإسماعيل البيت؛ كان إبراهيم يبنيه وإسماعيل يناوله الحجارة والملائكة ينقلون الحجارة من خمسة أجبل: طور سيناء؛ وطور زيناء؛ والجودي؛ ولبنان؛ وحراء. قيل: إن قواعده من حراء.

فلما انتهى إبراهيم إلى موضع الحجر الأسود قال لإسماعيل: ائتني بحجر حسن يكون للناس علما؛ فأتاه بحجر؛ فقال: ائتني بحجر أحسن من هذا؛ فمضى إسماعيل ليأتي بحجر فصاح أبو قبيس: يا إبراهيم إن لك عندي وديعة فخذها، فأخذ الحجر الأسود ووضعه مكانه.

وقيل: إن الله تعالى أمد إبراهيم وإسماعيل بتسعة أملاك يعينوهما على بناء البيت، فلما فرغا من بنائه جثيا على الركب وقالا: { ربنا تقبل منآ إنك أنت السميع العليم }. فقيل: قد فعل لكما، فقالا: { ربنا واجعلنا مسلمين لك }؛ فقيل: قد فعل لكما ذلك، فقالا: { ومن ذريتنآ أمة مسلمة لك }؛ أي موحدين مخلصين.

والقواعد هي أساس الكعبة؛ كذا قال الكلبي. وقوله تعالى: { إنك أنت السميع العليم } أي بنياتنا. وقوله تعالى: { واجعلنا مسلمين لك } قرأ عوف: (مسلمين) على الجمع. وقوله تعالى: { ومن ذريتنآ أمة مسلمة لك } أي واجعل من ذريتنا أمة مخلصة لك بالتوحيد والطاعة. { وأرنا مناسكنا }؛ أي عرفنا متعبداتنا وشرائع ديننا وأعلام حجنا. وأصل النسك العبادة، ويقال: للعابد: ناسك.

وقرأ ابن مسعود: (وأرهم مناسكهم) رده إلى الأمة. وقرأ قتادة وابن كثير بسكون الراء في جميع القرآن. وقرأ أبو عمرو باختلاس كسرة الراء. وقرأ الباقون بكسر الراء.

فأجاب الله دعاءهما؛ فبعث الله جبريل عليه السلام فأراهما المناسك في يوم عرفة، فلما بلغ عرفات قال: يا إبراهيم عرفت؟. قال: نعم؛ فسمي الوقت عرفة، والموضع عرفات.

قوله تعالى: { وتب علينآ }؛ أي وتجاوز عن ذنوبنا الصغائر؛ لأن ذنوب الأنبياء لا تكون إلا الصغائر. وقوله تعالى: { إنك أنت التواب الرحيم }؛ أي المتجاوز الرجاع بالرحمة على عباده.

ناپیژندل شوی مخ