تفسیر العرش او الکرسي

قاسم رسي d. 246 AH
12

تفسیر العرش او الکرسي

تفسير العرش والكرسي

ژانرونه

شعه فقه

يقين (22) إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم (23)) [النمل: 22 23]. فذكر ملكها لهم وما أوتيت وهو ما أعطيت من كل شيء ثم قال : ( ولها عرش عظيم )، وهذا إن كان إياه أراد كما قلنا فهو الإكبار لها والتعظيم ، وإلا فما عظم عرشها أو سريرها ، من التعظيم لها أو لأمرها ، ومن (1) الكبر لقدرها.

وقوله سبحانه : ( ذو العرش ) [غافر : 15 ، البروج : 15]. فتأويله : ذو الملك لا يتوهم ذلك كرسي منصوب ، لقوائمه في جوانبه ثقوب. ومثل ما ذكرنا في العرش من التمثيل للعباد بما يعرفون ، لا على ما يعلمون من خواص أحوالهم ويوقنون ، مما جل تبارك وتعالى عن مماثلتهم فيه ، أو أن يقع شيء من حقائق صفاتهم به عليه ، ما يقول سبحانه : ( وترى الملائكة حافين من حول العرش ) [الزمر : 75]. وذلك فمقام الحكم في يوم القيامة والبعث وموقف الجزاء ، ثم من الله والقضاء ، بدائم السخطة منه والارتضاء.

وفي ذلك أيضا ومثله ، من موقف حكمه وفصله ، ما يقول سبحانه : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية (17) يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية (18)) [الحاقة : 17 18]. وذلك فيوم العرض للعباد على المليك ، العلي الذي علا وتقدس عن مشاركة كل شريك ، يمثل ذلك سبحانه لهم بما قد رأوا ، وعرفوا وأبصروا ، من ملوك الدنيا إذا عرضوا ، فحكموا وقضوا ، كيف تنصب لهم يوم ذلك عروشهم وكراسيهم ، للقضاء في أهل مملكتهم ومن تحت أيديهم.

وكل ما أمكن في العرش والكرسي من التمثيل ، فقد يمكن والحمد لله في حملة العرش مثله من التأويل ، وكذلك فقد يكون ذكر الله العرش وحملته من التمثيل ، في موقف الحكم والقضاء والتفصيل ، على ما قد رأوا من ملوك الدنيا (2) وعرفوا ، لا على ما قال الجاهلون بالله ووصفوا. وكما جاز ذكر العرش للقضاء والفصل ، فقد يجوز مثله فيما ذكر للعرش من الحمل ، ولا تقبل العقول ، أن الله محمول ، كما يعرف

مخ ۶۶۷