تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
[الروم:7] فليس تفصيل الآيات لهذا العالم لانه لغفلته لا يدرك ذا الآية من الآيات بل ينفى عنه العلم وان كان متعلقا بالامور الاخروية من العقائد العقلية والاعمال القلبية والاخلاق النفسية والعبادات القالبية والاعمال المعاشية المؤدية الى اصلاح المعاد فاما ان لا يقارن العمل ولا يستخدم الخيال بل يستخدمه الخيال فى مآربه الكاسدة ومقاصده الفاسدة ويجعل آلة الدين شركا للدنيا سواء قارن صورة العمل كما فى المتعبدين المرائين او لا، كما فى المتهتكين الذين لا يبالون بما عملوا ولا بما قيل فيهم او قالوا، فهذا لا يسمى ايضا علما عند اهل الله لما فيه من عدم الاشتداد بل من عدم التوجه الى المعلوم، الا ترى الى قوله تعالى
ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون
[البقرة:102] كيف اثبت لهم هذا العلم ثم نفاه عنهم لما لم يعملوا بمقتضاه، واما ان يقارن العمل فيما له تعلق بالعمل ويقارن الاشتداد فيه وفيما لا تعلق له بالعمل بان يستخدم الخيال ويستتبع المدارك والقوى ثم الاعضاء فى مآربه العقلية، ويترقى القوى والاعضاء من حضيض التأبى الى اوج الانقياد والتسليم والعقل من مقام حصول صورة المعلوم عنده الى مقام حضوره، فان العلم يقتضى العمل فاذا قارن مقتضاه اشتد ولم يقف حتى يتحقق العالم بالمعلوم ويتحد العلم والعالم والمعلوم، فهذا العالم هو الذى يرى قدرة الله وعلمه وحكمته فى كل مقدور ولذا جعل تفصيل الآيات من فلق الحب الى جعل النجوم سببا للهداية لهذا العالم، وقد مضى تحقيق العلم ومراتبه فى سورة البقرة عند قوله تعالى
ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون
[البقرة: 102].
[6.98]
{ وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة } نفس آدم (ع) بحسب الجسم او نفس النبى (ص) بحسب الاسلام او نفس الولى (ع) بحسب الايمان او نفس الكل او رب النوع بحسب الحيوة الحيوانية وبحسب الحيوة الانسانية { فمستقر ومستودع } هذه الكلمة مجملة متشابهة من حيث اللفظ والمعنى والاعراب، قرئ مستقر بفتح القاف اسم مفعول من استقره اذا وجده قارا ساكنا، او من استقر اذا قر وسكن بمعنى مستقر فيه، او اسم مكان او مصدرا ميميا وهكذا الحال فى المستودع، وقرئ بكسر القاف اسم فاعل من استقر بمعنى قر والمعنى هو الذى انشأكم فمنكم قار ومنكم غير قار، او محل قرار ومحل عدم قرار، او لكم استقرار وعدم استقرار، او محل قرار زعدم قرار، او فيكم استقرار او عدم استقرار او محل قرار او قار وغير قار، والاصلاب والارحام والابدان والدنيا والبرازخ بوجه محل قرار وبوجه محل عدم قرار للنطف والنفوس والابدان، وبعد القيامة محل قرار على الاطلاق، والابدان والنفوس والصدور والقلوب محل قرار للحيوة الحيوانية والانسانية والاسلام والايمان والعلوم بوجه، ومحل عدم قرار بوجه { قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون } ولما كان الاستدلال بالانشاء من نفس والاستقرار والاستيداع على تدبيره وحكمته محتاجا الى استعمال نوع فطنة فوق العلم ذكر الفقه معه.
[6.99]
{ وهو الذي أنزل من السمآء } سماء الطبع وسماء الارواح والنبوة والولاية { مآء فأخرجنا } التفات اشعارا بان نزول الماء من السماء كأنه يكفيه الاسباب الطبيعية ولا حاجة له الى مباشر قريب سواها بخلاف اخراج النبات الاخضر الطرى من الحب الجماد اليابس فان له مباشرا قريبا مدبرا حكيما قديرا آلهيا سوى الاسباب الطبيعية { به نبات كل شيء } من انواع النبات او نمو كل شيء من انواع الحيوان بمعنى سبب نموه او نباتا مناسبا لكل نوع من انواع الحيوان ولرفع كل حاجة من انواع الحاجات { فأخرجنا منه } اى من النبات ورقا وغصنا { خضرا } وصف مثل اخضر او من اجل الماء زرعا ونباتا خضرا وعلى هذا يكون من عطف التفصيل على الاجمال { نخرج منه } اى من النبات او من الخضر او من اجل الماء { حبا متراكبا ومن النخل } خبر مقدم { من طلعها } بدل او من النخل عطف على نبات كل شيء باقامة من التبعيضية مقام الاسم او عطف على منه ومن طلعها خبر مقدم والجملة حال او مستأنفة { قنوان } اعذاق جمع قنو كصنوان جمع صنو { دانية } قريبة التناول { و } أخرجنا به او منه او نخرج منه { جنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها } فى الشكل والطعم واللون { وغير متشابه انظروا إلى ثمره } اى ثمر كل واحد { إذآ أثمر وينعه } اى نضجه حتى تعلموا ان لها مدبرا حكيما قديرا وان حالكم حالها { إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون } بالايمان العام او الخاص فان الايمان بوحدته كاف فى الاستدلال بالمذكورات وان لم يكن علم وفقه.
[6.100-101]
ناپیژندل شوی مخ