272

تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرونه

" ما بال اقوام يحرمون على انفسهم الطيبات انى انام بالليل وانكح وافطر بالنهار فمن رغب عن سنتى فليس منى "

، فقام هؤلاء فقالوا: يا رسول الله (ص) فقد حلفنا على ذلك فأنزل الله آيات الحلف الآتية، والاشكال اولا بان امثال هذه المعاتبات ونسبة التحريم والاعتداء والتقوى ولغو الايمان غير مناسبة لمقام على (ع) وثانيا بانه (ع) اما كان عالما بأن تحريم الحلال ان كان بالاستبداد والرأى كان من البدع والضلال، وان كان بالنذر وشبهه كما دل عليه الخبر كان مرجوحا غير مرضى لله تعالى ومع ذلك حرمه على نفسه، او كان جاهلا بذلك، وكلا الوجهين غير لائق بمقامه (ع) منقوض بقوله تعالى فى حق رسوله (ص)

يأيها النبي لم تحرم مآ أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك

[التحريم:1] والجواب الحلى لطالبى الآخرة والسالكين الى الله الذين بايعوا عليا (ع) بالولاية وتابعوه بقدم صدق واستشموا نفحات نشأته حال سلوكه ان يقال: ان السالك الى الله يتم سلوكه باستجماعه بين نشأتى الجذب والسلوك بمعنى توسطه بين تفريط السلوك الصرف وافراط الجذب الصرف، فانه ان كان فى نشأة السلوك فقط جمد طبعه ببرودة السلوك حتى يقف عن السير، وان كان فى نشأة الجذب فقط فنى بحرارة الجذب عن افعاله وصفاته وذاته بحيث لا يبقى منه اثر ولا خبر، وهو وان كان فى روح وراحة لكنه ناقص كمال النقص من حيث ان المطلوب منه حضوره بالعود لدى ربه مع جنوده وخدمه واتباعه وحشمه وهو طرح الكل وتسارع بوحدته، فالسالك الى الله تكميله مربوط بان يكون فى الجذب والسلوك منكسرا برودة سلوكه بحرارة جذبه فالجذب والسلوك كالليل والنهار او كالصيف والشتاء من حيث انهما يربيان المواليد بتضادهما فهما مع كونهما متنازعين متألفان متوافقان، اذا علمت ذلك فاعلم، ان السالك اذا وقع فى نشأة الجذب وشرب من شراب الشوق الزنجبيلى سكر وطرب ووجد بحيث لا يبقى فى نظره سوى الخدمة للمحبوب وكلما رآه منافيا للخدمة رآه ثقلا ووبالا على نفسه ومكروها لمولاه فيصمم فى طرحه ويعزم على ترك الاشتغال به وهو من كمال الطاعة لا انه ترك الطاعة كما يظن، فلا ضير ان يكون امير المؤمنين (ع) حال سلوكه وقع فى تلك النشأة وحرم على نفسه كلما يشغله عن الخدمة لكمال الاهتمام بالطاعة، ولما لم يكن تحصيل الكمال التام الا بالجمع بين النشأتين اسقاه محمد (ص) من شراب السلوك الكافورى ورده الى نشأة السلوك لانه كان مكملا مربيا له ولغيره ولذا قالوا: لا بد ان يكون للسالك شيخ والا فيوشك ان يقع فى الورطات المهلكة، ولا منقصة فى امثال هذه المعاتبات على الاحباب بل فيها من اللطف والترغيب فى الخدمة ما لا يخفى، وعلى (ع) كان عالما بان الكمال لا يحصل الا بالنشأتين لكنه يرى حين الجذب ان كلما يشغله عن الخدمة فهو مكروه المحبوب ومرجوح عنده فحلف على ترك المرجوح، او يقال: ان عليا (ع) (ع) لما كان شريكا للرسول (ص) فى تكميل السلاك لقوله: انت منى بمنزلة هارون من موسى (ع)، وكان له شأن الدلالة ولمحمد (ص) شأن الارشاد، والمرشد بنشأته النبوية شأنه تكميل السالك بحسب نشأة السلوك وان كان بنشأته الولوية وشأن الارشاد شأنه التكميل بحسب الجذب، والدليل بنشأته الولوية شأنه التكميل بحسب نشأة الجذب وان كان بنشأته النبوية، وشأن الدلالة شأن التكميل بحسب السلوك فالدليل بولايته يقرب السالك الى الحضور ويعلمه آداب الحضور وطريق العبودية من عدم الالتفات الى ما سوى المعبود وطرح جميع العوائق من طريقه، والمرشد بنبوته يبعده عن الحضور ويقربه الى السلوك ويرغبه فيه فهما فى فعلهما كالنشأتين متضادان متوافقان، فأمير المؤمنين (ع) لما رأى بلال وعثمان مستعدين لنشأة الجذب رغبهما الى تلك النشأة بطرح المستلذات وترك المألوفات وشاركهما فى ذلك ليستكمل بذلك شوقهما ويتم جذبهما، ولما مضى مدة ورأى الرسول (ص) ان عودهما الى السلوك اوفق وانفع لهما ردهما الى نشأة السلوك وعاتبهما بألطف عتاب، ولا يرد نقص على امير المؤمنين (ع)، ولما قالوا بعد عتابه (ص) قد حلفنا نزل.

[5.89]

{ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } وهو الذى يؤتى به للتأكيد فى الكلام كما هو عادة العوام { ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان } ما مصدرية وهو الموافق لقوله باللغو فى ايمانكم او موصولة والمعنى بالذى عقدتم الايمان عليه من الامور المحلوف عليها من حيث الحلف عليها اذا حنثتم حذف لانه معلوم ولكن جعل الله لكم لرفع المؤاخذة كفارة يسيرة ترحما عليكم { فكفارته } اى ما يستر اثمه او يزيله { إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم } فاذا اطعمتم عشرة من المساكين الذين هم عيالى جبرتم نقصان تعظيم اسمى واستحققتم رحمتى { أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد } بان لا يملك طعاما وكسوة ورقبة ولا ثمنا لها { فصيام ثلاثة أيام } لان الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر { ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم } وحنثتم { واحفظوا أيمانكم } بعدم بذلها لكل امر بتعظيم اسم الله وبعدم الحنث اذا بذلتموها وبالكفارة اذا حنثتم { كذلك يبين الله لكم آياته } اى آيات حدوده وشرائعه { لعلكم تشكرون } نعمة التعليم والتسهيل، اعلم ان اليمين اما من المؤكدات فى الكلام وهى المسماة باللغو واما مع قصد ونية لليمين فهى اما على ترك بر او فعل شر، وهى ايضا لغو لكفارتها فعل البر وترك الشر، او على فعل بر وترك شر وهى عزم يحفظ على متعلقها، واذا حنثت يكفر عنها بما ذكر، واما يمين غموس وهى التى تقع على منع حق امرء مسلم او اخذ حقه بغير حق وهى التى توجب النار، واما اليمين على دفع الادعاء الباطل او احقاق الحق فهى مشروعة لقطع الخصومات لكن كراهتها والاهتمام بعدم الاتيان بها تستنبط من الاخبار.

[5.90]

{ يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر } كل ما تقومر به { والأنصاب والأزلام } قد سبقا فى اول السورة { رجس } قذر تستكرهه العقول { من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } اكد الحرمة باداة الحصر، واطلاق الرجس عليها وكونها من عمل الشيطان والامر بالاجتناب فانه يفيد التأكيد بالنسبة الى النهى عن الفعل والمقصود ههنا النهى عن الخمر والميسر، وقرنهما بالانصاب والازلام مبالغة فى حرمتها ولذلك لم يذكر فى بيان الغاية سواهما، وذكر غايتهما والمفسدة التى تترتب عليها مبالغة اخرى فى حرمتها فقال { إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضآء في الخمر والميسر }.

[5.91]

{ إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضآء في الخمر والميسر } هذا بحسب الدنيا { ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة } وهذا بحسب الآخرة، وذكر الصلوة بعد الذكر من قبيل ذكر الخاص بعد العام للاشارة الى انهما صادان عما هو عماد الدين ليكون ابلغ فى المنع { فهل أنتم منتهون } اداء الامر بصورة الاستفهام لا الحكم تلطف بهم يعنى بعد ما ذكر من المفاسد والاوصاف فى الخمر والميسر ينبغى لكم ان تنتهوا ان تأملتم فيها.

ناپیژندل شوی مخ