268

تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرونه

حلول واتحاد اينجا محال است

كه دروحدت دوئى عين ضلال است

وبطلان الثالث ايضا لا يحتاج الى مؤنة باعتبار الحصر ولما كان أتباع ملة النصارى تفوهوا بهذا القول من غير تحقيق وتعمق وذهبوا الى التجسم المتوهم من ظاهره، حكم تعالى عليهم بالكفر وهذا كما مضى مذهب طائفة منهم تسمى باليعقوبية، ومضى ان محققيهم قالوا بان فيه جوهرا آلهيا وجوهرا آدميا وليس ههنا مقام تفصيل هذا المطلب وتحقيقه { وقال المسيح } الانسب ان يكون الجملة حالا بتقدير قد ليكون ابلغ فى تفضيحهم وليكون احتجاجا عليهم بقوله تعالى { يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم } يعنى انى مربوب مثلكم فاعبدوا من هو ربى كما انه ربكم { إنه من يشرك بالله } شيئا كائنا ما كان وهو مقول قول عيسى (ع) او ابتداء كلام من الله { فقد حرم الله عليه الجنة } لانه أخطأ طريقها وهو التوحيد { ومأواه النار } لان من أخطأ طريق الجنة سلك طريق النار لا محالة لعدم الواسطة ولكونه متحركا الى جهة من الجهات وخارجا من القوى الى الفعليات { وما للظالمين من أنصار } وضع المظهر موضع المضمر اشعارا بظلمه وبعلة الحكم فان الظالم كما لا يتصور له ولى يتولى اموره ويربيه كذلك لا يتصور له ناصر ينصره من عذاب الله فان النصير والولى هما النبى (ص) والولى (ع) وخلفاؤهما، والظلم عبارة عن الانصراف والاعراض عنهما وعن التوحيد، والمعرض لا يستحق القبول لانه لا اكراه فى الدين ومن لم يكن مقبولا لم يكن له نصرة ولا ولاية، واكتفى بذكر الانصار لانه اذا لم يكن له ناصر لم يكن له ولى بطريق اولى، او لانه يستعمل كل من النصير والولى فى الاعم منهما اذا انفرد، او هذا كان تعريضا بمن قال بعد ذلك فى الائمة (ع) مثل ما قالوه فى المسيح (ع).

[5.73]

{ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } اعلم، ان للنصارى كاليهود وكالمسلمين مذاهب مختلفة فى فروعهم واصولهم، فمنهم من قال بالاقانيم الثلاثة، الاب والابن وروح القدس، والاقنوم بمعنى الاصل وهؤلاء معظم النصارى يقولون: ان الاله ذات واحدة لا كثرة فيه وانه تشأن بشؤن ثلاثة بشأنى الابوة والبنوة وبشأن روح القدس، ولا ينفصم وحدته بتشأنه ويمنعون من القول بان الالهة ثلاثة وبان الله ثالث ثلاثة وقيل بالفارسية.

در سه آئينه شاهد ازلى

برتوا از روى تابناك افكند

سه نكردد بريشم اراو را

برنيان خوانى و حرير وبرند

لكن الاتباع لعدم تجاوزهم عن المحسوسات والكثرات اذا تفوهوا بمثل هذه المقالة لا يدركون منها غير الالهة الثلاثة، وان الله الذى هو اب باعتقادهم واحد من الثلاثة ولا يدركون منها ما يريد منها محققوهم من انه تعالى حقيقة واحدة مقومة لكل ممكن متجلية فى كل مظهر، واختصاص بعض المظاهر بالمظهرية انما هو لشدة ظهوره تعالى فيه، ان عيسى (ع) وروح القدس لما كان كل واحد منهما اتم مظهر له تعالى وكذا ما سمى بالاب سموهم باسم الاقانيم فرد الله تعالى عليهم مقالتهم التى يلزمها التحديد والتشبيه لله تعالى، وما ورد فى الآيات والاخبار من انه تعالى رابع ثلاثة انما هو للاشارة الى قيوميته تعالى لكل الاشياء وظهوره بكل مظهر ودخوله فى كل الاشياء بالممازجة ولا كدخول شيء فى شيء { وما من إله إلا إله واحد } هو الحقيقة الغيبية الظاهرة فى كل المظاهر { وإن لم ينتهوا عما يقولون } حتى يقول الاتباع بتقليد المتبوعين بالالهة الثلاثة فيكفروا من حيث لايعلمون { ليمسن الذين كفروا منهم } اى الذين قالوا ان الله هو المسيح والذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة { عذاب أليم } يعنى انهم بقولهم على الله ما لا يجوز فى حقه ما لا يجوز فى حقه ممتازون بالعذاب الاليم، واما رؤساؤهم الذين ما قالوا على الله ما لا يجوز فى حقه ولم يكفروا مثل الاتباع من هذه الجهة فلهم عذاب ايضا بانكارهم نبوة محمد (ص) والقاء كلمة لا يدرك الاتباع المقصود منها.

ناپیژندل شوی مخ