تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
، وقرأ الآية، ونسب الى الباقر (ع) انه قال : قد حج رسول الله (ص) من المدينة وقد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرئيل فقال له يا محمد ان الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: انى لم اقبض نبيا من انبيائى ولا رسولا من رسلى الا بعد اكمال دينى وتأكيد حجتى، وقد بقى عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج ان تبلغهما قومك فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فانى لم اخل ارضى من حجتى ولن اخليها ابدا، فان الله يأمرك ان تبلغ قومك الحج، تحج ويحج معك كل من استطاع اليه سبيلا من اهل الحضر والاطراف والاعراب وتعلمهم من حجتهم مثل ما علمتهم من صلوتهم وزكوتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذى اوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع، فنادى منادى رسول الله (ص) فى الناس الا ان رسول الله (ص) يريد الحج وان يعلمكم من ذلك مثل الذى علمكم من شرائع دينكم ويوقفكم من ذلك على ما اوقفكم عليه من غيره، فخرج رسول الله (ص) وخرج معه الناس واصغوا اليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله (ص) من اهل المدنية واهل الاطراف والاعراب سبيعن الف انسان او يزيدون، على نحو عدد اصحاب موسى (ع) سبعين الفا الذين اخذ عليهم بيعة هارون (ع) فنكثوا واتبعوا العجل والسامرى، وكذلك رسول الله (ص) اخذ البيعة لعلى بن أبى طالب (ع) بالخلافة على عدد اصحاب موسى (ع) فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل، واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة فلما وقف بالموقف اتاه جبرئيل عن الله تعالى فقال: يا محمد، ان الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك: انه قد دنا اجلك ومدتك، وانا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص فاعهد عهدك وقدم وصيتك واعمد الى ما عندك من العلم وميراث علوم الانبياء من قبلك، والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الانبياء، فسلمها الى وصيك وخليفتك من بعدك حجتى البالغة على خلقى على بن أبى طالب، فأقمه للناس علما وجدد عهده وميثاقه وبيعته وذكرهم ما اخذت عليهم من بيعتى وميثاقى الذى واثقتهم به وعهدى الذى عهدت اليهم من ولاية وليى ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة على بن أبى طالب.
فانى لم اقبض نبيا من الانبياء الا من بعد اكمال دنيى واتمام نعمتى بولاية اوليائى ومعاداة اعدائى، وذلك كمال توحيدى ودينى واتمام نعمتى على خلقى باتباع وليى وطاعته، وذلك انى لا أترك ارضى بغير قيم ليكون حجة لى على خلقى، فاليوم اكلمت لكم دينكم (الآية) بولاية وليى ومولى كل مؤمن ومؤمنة على عبدى ووصى نبيى والخليفة من بعده وحجتى البالغة على خلقى مقرون طاعته بطاعة محمد نبيى ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتى، من أطاعه فقد اطاعنى ومن عصاه فقد عصانى، جعلته علما بينى وبين خلقى من عرفة كان مؤمنا ومن انكره كان كافرا، ومن أشرك ببيعته كان مشركا، ومن لقينى بولايته دخل الجنة، ومن لقينى بعداوته دخل النار؛ فأقم يا محمد عليا علما وخذ عليهم البيعة وجدد عليهم عهدى وميثاقى لهم الذى واثقتهم عليه، فانى قابضك الى ومستقدمك على. فخشى رسول الله (ص) قومه واهل النفاق والشقاق ان يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم، ولما ينطوى عليه انفسهم لعلى من البغضة، وسأل جبرئيل، ان يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر ان يأتيه (ص) جبرئيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه فأخر ذلك الى ان بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرئيل فى مسجد الخيف فأمره ان يعهد عهده ويقيم عليا (ع) للناس ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله الذى اراد، حتى اتى كراع الغميم بين مكة والمدينة فأتاه جبرئيل وأمره بالذى اتاه من قبل ولم يأته بالعصمة، فقال (ص): يا جبرئيل انى اخشى قومى ان يكذبونى ولا يقبلوا قولى فى على، فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة اميال اتاه جبرئيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس، يا محمد، ان الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في علي وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)، وكان اوائلهم قربت من الجحفة فأمره بان يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم فى ذلك المكان ليقيم عليا للناس ويبلغهم ما انزل الله تعالى فى على وأخبره بان الله عز وجل قد عصمه من الناس، فأمر رسول الله عند ما جاءته العصمة مناديا ينادى فى الناس بالصلوة جامعة، ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر فتنحى عن يمين الطريق الى جنب مسجد الغدير امره بذلك جبرئيل عن الله عز وجل، وفى الموضع سلمان فأمر رسول الله (ص) ان يقم ما تحتهن وينصب له احجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس، فتراجع الناس واحتبس اواخرهم فى ذلك المكان لا يزالون فقام رسول الله (ص) فوق تلك الاحجار، ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه بما أثنى (الى أن قال) واومن به وبملائكته وكتبه ورسله، اسمع أمره وأطيع وابادر الى كل ما يرضاه واستسلم لقضائه رغبة فى طاعته وخوفا من عقوبته، اقر له على نفسى بالعبودية واشهد له بالربوبية وأودى ما أوحى الى حذرا من ان لا افعل فتحل بى منه قارعة لا يدفعها عنى احد وان عظمت حيلته، لا آله الا هو لانه قد أعلمنى انى ان لم ابلغ ما أنزل الى فما بلغت رسالته، فقد ضمن لى تبارك وتعالى العصمة وهو الله الكافى الكريم، فأوحى الى بسم الله الرحمن الرحيم { يأيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك } فى على وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس؛ معاشر الناس، ما قصرت فى تبليغ ما انزله وانا مبين لكم سبب هذه الآية ان جبرئيل هبط الى مرارا ثلاثا يأمرنى عن السلام وربى وهو السلام ان اقوم فى هذا المشهد، فأعلم كل أبيض وأسود ان على بن أبي طالب اخى ووصيى وخليفتى والامام من بعدى الذى محله منى محل هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى وهو وليكم بعد الله ورسوله وقد أنزل الله تعالى على بذلك آية من كتابه انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون، وعلى بن أبى طالب أقام الصلوة وآتى الزكوة وهو راكع يريد الله عز وجل فى كل حال وسألت جبرئيل ان يستعفينى عن تبليغ ذلك اليكم ايها الناس، لعلمى بقلة المتقين وكثرة المنافقين وادغال الآثمين وحيل المستهزئين بالاسلام، الذين وصفهم الله فى كتابه، بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ويحسبونه هينا هو عند الله عظيم، وكثرة اذاهم لى غير مرة حتى سمونى اذنا وزعموا انى كذلك لكثرة ملازمته اياى واقبالى عليه، حتى انزل الله عز وجل فى ذلك:
ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن
[التوبة: 61] قل اذن على الذين يزعمون أنه اذن خير لكم (الآية) ولو شئت ان اسمى بأسمائهم لسميت وان اومى اليهم بأعيانهم لا ومأت وان ادل عليهم لدللت، ولكنى والله فى امورهم قد تكرمت وكل ذلك لا يرضى الله منى الا ان ابلغ ما انزل الى ثم تلا: { يأيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } ، فاعلموا، معاشر الناس، ان الله قد نصبه لكم وليا واماما مفترضا طاعته على المهاجرين والانصار وعلى التابعين لهم باحسان وعلى البادى والحاضر وعلى الاعجمى والعربى والحر والمملوك والصغير والكبير وعلى الابيض والاسود وعلى كل موجود ماض حكمه جائز قوله نافذ امره، ملعون من خالفه مرحوم من تبعه، ومن صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه واطاع له، معاشر الناس أنه آخر مقام اقومه فى هذا المشهد، فاسمعوا واطيعوا وانقادوا لامر ربكم، فان الله عز وجل هو ربكم ووليكم وآلهكم، ثم من دونه رسوله محمد وليكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدى علي وليكم وامامكم بأمر الله ربكم، ثم الامامة فى ذريتى من ولده الى يوم القيامة يوم يلقون الله ورسوله، لا حلال الا ما أحله الله ولا حرام الا ما حرمه الله، عرفنى الحلال والحرام وانا افضيت بما علمنى ربى من كتابه وحلاله وحرامه اليه. معاشر الناس، ما من علم الا وقد أحصاه الله فى وكل علم علمته فقد أحصيته فى على امام المتقين ما من علم الا وقد علمته وهو الامام المبين، معاشر الناس، لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه ولا تستنكفوا من ولايته فهو الذى يهدى الى الحق ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه ولا تأخذه فى الله لومة لائم، انه اول من آمن بالله ورسوله، والذى فدى رسول الله بنفسه، والذى كان مع رسول الله ولا احد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره، معاشر الناس، فضلوه فقد فضله الله واقبلوه فقد نصبه الله، معاشر الناس، انه امام من الله ولن يتوب الله على احد انكر ولايته ولن يغفر الله له حتما على الله ان يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه وان يعذبه عذابا نكرا ابد الاباد ودهر الدهور، فاحذروا ان تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين، ايها الناس، بى والله بشر الاولون من النبيين والمرسلين وانا خاتم الانبياء والمرسلين والحجة على جميع - المخلوقين من اهل السماوات والارضين، فمن شك فى ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الاولى ومن شك فى شيء من قولى هذا فقد شك فى الكل منه والشاك فى الكل فله النار، معاشر الناس، حبانى الله بهذه الفضيلة منا منه على واحسانا منه الى، ولا اله الا هو له الحمد منى ابد الآبدين ودهر الداهرين على كل حال، معاشر الناس، فضلوا عليا فانه افضل الناس بعدى من ذكر وأنثى، بنا انزل الله الرزق وبقى الخلق، ملعون معلون مغضوب مغضوب من رد قولى هذا وان لم يوافقه، الا ان جبرئيل خبرنى عن الله تعالى بذلك ويقول: من عادى عليا ولم يتوله فعليه لعنتى وغضبى، فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها ان الله خبير بما تعملون، معاشر الناس، انه جنب الله نزل فى كتابه:
يحسرتا على ما فرطت في جنب الله
[الزمر :56] معاشر الناس، تدبروا القرآن وافهموا آياته وانظروا الى محكماته ولا تتبعوا متشابهه فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره الا الذى انا آخذ بيده ومصعده الى وشائل بعضده، ومعلمكم ان من كنت مولاه فهذا على مولاه وهو على بن أبى طالب، اخى ووصيى، وموالاته من الله عز وجل انزلها على، معاشر الناس، ان عليا والطيبين من ولدى هم الثقل الاصغر والقرآن هو الثقل الاكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا على الحوض، امناء الله فى خلقه وحكامه فى ارضه الا وقد اديت، الا وقد بلغت، الا وقد أسمعت، الا وقد أوضحت، الا وان الله عز وجل قال وانا قلته عن الله عز وجل، الا انه ليس امير المؤمنين غير اخى هذا ولا تحل امرة المؤمنين بعدى لأحد غيره. ثم ضرب بيده الى عضده فرفعه وكان منذ اول ما صعد رسول الله شال عليا حتى صار رجله مع ركبة رسول الله ثم قال: معاشر الناس، هذا على اخى ووصيى وواعى علمى وخليفتى على امتى وعلى تفسير كتاب الله والداعى اليه، والعامل بما يرضيه، والمحارب لاعدائه، والموالى على طاعته والناهى عن معصيته خليفة رسول الله وامير المؤمنين والامام الهادى وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، بأمر الله اقول ما يبدل القول لدى، بأمر الله ربى اقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه، اللهم انك انزلت على ان الامامة لعلى وليك عند تبيانى ذلك ونصبى اياه، بما اكملت لعبادك من دينهم واتمم عليهم نعمتك ورضيت لهم الاسلام دينا. فقلت:
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين
[آل عمران:85] اللهم انى اشهدك انى قد بلغت، معاشر الناس، انما الله عز وجل أكمل دينكم بامامته فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدى من صلبه الى يوم القيامة، والعرض على الله عز وجل فاولئك الذين حبطت اعمالهم وفى النار هم خالدون لا يخفف الله عنهم العذاب ولا هم ينظرون، معاشر الناس، هذا على انصركم لى، واحقكم بى، وأقربكم الى وأعزكم على والله عز وجل وانا عنه راضيان وما نزلت آية رضى الا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا الا بدء به، ولا نزلت آية مدح فى القرآن الا فيه، ولا شهد الله بالجنة فى
هل أتى على الإنسان
[الإنسان:1] الا وله ولا انزلها فى سواه ولا مدح بها غيره، معاشر الناس، هو ناصر دين الله، والمجادل عن رسول الله، والتقى النقى الهادى المهدى نبيكم خير نبى ووصيكم خير وصى، وبنوه خير الاوصياء، معاشر الناس، ذرية كل نبي من صلبه وذريتى من صل على، معاشر الناس، ان ابليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط اعمالكم وتزل اقدامكم؛ فان آدم اهبط الى الارض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله عز وجل فكيف بكم وأنتم أنتم ومنكم أعداء الله، الا انه لا يبغض عليا الا شقى ولا يتولى عليا الا تقى ولا يؤمن به الا مؤمن مخلص، وفى على والله انزل سورة العصر بسم الله الرحمن الرحيم
ناپیژندل شوی مخ