تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
[5.47]
{ وليحكم } قرئ بالامر وبكسر اللام وفتح الميم { أهل الإنجيل بمآ أنزل الله فيه ومن لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } وصفهم بالكفر تارة وهو عدم الاقرار بالله او بدينه، وبالظلم اخرى وهو اعطاء الحق لغير المستحق ومنع الحق عن المستحق، وبالفسق اخرى وهو الخروج عن طريق الشرع والعقل لاتصافهم بالاوصاف الثلاثة ولتفضيحهم غاية التفضيح ولان الاول بالنسبة الى امة محمد (ص) ولما كان رسالته وكتابه واحكامه اشرف سمى المنحرف عن احكامه، والحاكم بغيرها كافرا اشعارا بان المنحرف عن احكامه لشرافتها اسوء حالا من الكل والثانى بالنسبة الى اليهود، ولما كان الكثرة فيهم غاية كان الظلم وهو الاضافة الى الغير فيهم اظهر والثالث بالنسبة الى النصارى ولما كان الوحدة فيهم اظهر كان الخروج عن طريق الوحدة وهو الفسق انسب بحالهم واعلم، انه ليس المراد الحكم بالتوراة والحكم بالانجيل الحكم فى مطلق السياسات والعبادات فانهما منسوختان بمحمد (ص) وكتابه، بل المقصود الحكم بهما باعتبار ما ثبت فيهما من بعثة النبى (ص) وآثاره وعلاماته، والمقصود الاهم التعريض بالامة فى الحكم بالقرآن فى خلافة على (ع) فلا تغفل.
[5.48]
{ وأنزلنآ إليك الكتاب بالحق } بسبب الحق او متلبسا الحق او مع الحق، وقد سبق ان الحق فى امثال المقام هو الولاية الكبرى { مصدقا لما بين يديه من الكتاب } من جنس الكتب المنزلة والنبوات الماضية { ومهيمنا عليه } رقيبا على ذلك الكتاب بحفظه عن التغيير واظهار ما كتموه منه وتصديقه وتصديق النبوات الماضية، والمهيمن من اسمائه تعالى بمعنى الرقيب والحافظ والمؤتمن والامين والشاهد { فاحكم بينهم } بين امتك او بين اهل الكتاب ان اخترت الحكم بينهم والمقصود التعريض بالامة وحكمهم { بمآ أنزل الله } فى على (ع) { ولا تتبع أهوآءهم عما جآءك من الحق } وهو الكتاب والنبوة فانهما صورتا الحق الذى هو الولاية { لكل جعلنا منكم شرعة } اى لكل فرقة وامة منكم جعلنا شريعة بحسب القالب وتأخير منكم للاشارة الى ان الشرعة الخاصة بكل امة انما نشأت من اختلاف استعدادهم { ومنهاجا } طريقا واضحا بحسب القلب، والشرعة الطريقة الى الماء التى يرد عليها جميع الخلق بالسوية والاحكام القالبية فى كل امة وشريعة طريقة الى ماء الحيوة ويستوى فيها جميع الامة، والمنهاج من نهج الامر اذا وضح والمراد الطريق الواضح من القلب الى الحق وهو بمنزلة التعليل لسابقه يعنى لا تتجاوز عن شرعتك الخاصة بواسطة شرائعهم، فان شرائعهم كانت خاصة بهم ولك شرعة خاصة بك { ولو شآء الله لجعلكم أمة واحدة } متفقة على طريقة واحدة من غير نسخ شريعة وتجديد اخرى { ولكن } جعلكم امما مختلفة { ليبلوكم في مآ آتاكم } من الشرائع الجديدة لان قبول المألوف المعتاد اسهل على النفس ولا يظهر صدق الايمان به بخلاف غير المألوف، فان قبوله لا يكون الا عن صدق الايمان بمن اتى به { فاستبقوا الخيرات } يعنى اذا علمتم ان الاختلاف امتحان لكم فاستبقوا الخيرات التى هى ما أمر الله به على لسان نبيه (ص) لا العادات التى اخذتموها من اسلافكم، يعنى خذوا الخيرات سابقين على نفوسكم فانها تأمركم بالعادات او سابقين على اقرانكم حيازة لقصب السبق { إلى الله مرجعكم جميعا } السابق واللاحق والاخذ بالامر والاخذ بالعادة وهو تعليل لقوله فاستبقوا ووعد ووعيد للفريقين { فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون } من الحق والباطل والامر والعادة وهذا ايضا تعريض بالولاية واختلافهم فيها بعد الرسول (ص).
[5.49]
{ وأن احكم بينهم بمآ أنزل الله } قيل عطف على الكتاب او على الحق بجعل ان مصدرية ودخول ان المصدرية على الامر نادر وغير فصيح، بل هى فى الاغلب تكون مفسرة اذا وقع بعد ما فيه معنى القول والعطف على المعنى كثير شائع فى كلام الفصحاء، وهو اما عطف على مصدقا باعتبار المعنى اى انزلنا عليك الكتاب ان صدق لما بين يديك وان احكم فيكون تفسيرا للانزال الذى فيه معنى القول فان الانزال اذا نسب الى اللفظ كان فى معنى القول، ويحتمل ان يكون بتقدير امرنا عطفا على انزلنا ويكون ان تفسيرية ايضا وتكرار الامر بالحكم بما انزل الله للتأكيد، او لكون احد هما فى زنا المحصنين والآخر فى قتل وقع بينهم، كما روى عن الباقر (ع) انما كرر الامر بالحكم بينهم لانهما حكمان امر بهما جميعا لانهم احتكموا اليه فى زنا المحصنين ثم احتكموا اليه فى قتل كان بينهم { ولا تتبع أهوآءهم واحذرهم أن يفتنوك } يصرفوك { عن بعض مآ أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم } يعنى فاعلم ان لهم ذنوبا كثيرة والاقبال عليك مسقط لعقوبتها والتولى عنك دليل على اراداة الله لعقوبتهم ببعض منها { وإن كثيرا من الناس لفاسقون } خارجون عن طريق الحق وهو تعريض بالامة حيث تولوا عنه فى امره بولاية على (ع) ان كان نزوله فى اهل الكتاب وتسلية للرسول (ص) بان لا يعظم توليهم ولا يحزن عليهم لتوليهم.
[5.50]
{ أفحكم الجاهلية يبغون } وهذا مؤيد لوجه التعريض، فان توبيخ الامة بعد تصديق الرسول (ص) على طلب حكم الجاهلية له موقع دون توبيخ غير المصدقين { ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } اللام لام اختصاص والظرف متعلق بحكما او بأحسن، والاستفهام للانكار يعنى لا احسن من الله حكما لقوم يوقنون والمقصود ان الله احسن حكما فانه وان كان بحسب المفهوم اعم، لكن استعماله فى مثل هذا المقام لاثبات الاحسنية للمفضل عليه ونفيها من غيره والتعبير عنه بحيث يظهر تعلق اللام هكذا الله يحسن حكومته لقوم يوقنون اشد حسن، او حكومة الله تحسن لقوم يوقنون، وتخصيص احسنية الحكومة بالموقنين لظهورها عليهم ولموافقتها لهم دون غيرهم من اصحاب الاهواء والظنون، وقيل: اللام بمعنى عند ويكون حينئذ متعلقا بأحسن، وقيل: اللام للبيان اى لبيان متعلق الاستفهام اى هذا الاستفهام لقوم لا يوقنون.
[5.51]
{ يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أوليآء } احباء تعاشرونهم معاشرة الاحباب وتتوقعون منهم النصرة فى البلايا { بعضهم أوليآء بعض } فلا تتوقعوا منهم الولاية فانهم لكونهم على دين واحد متوادون وان كانوا متنازعين من جهة اخرى { ومن يتولهم منكم فإنه منهم } لان التولى والتودد لا يكون الا من سنخية بين المتوادين والسنخية تقتضى الدخول في الاسناخ، عن الصادق (ع) من تولى آل محمد (ص) وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله (ص) فهو من آل محمد (ص) بمنزلة آل محمد (ص) لانه من القوم باعيانهم وانما هو منهم بتوليه اليهم واتباعه اياهم وكذلك حكم الله فى كتابه { ومن يتولهم منكم فإنه منهم } وقول ابراهيم (ع)
ناپیژندل شوی مخ