243

تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرونه

[4.151-153]

{ أولئك هم الكافرون حقا } لانهم الكاملون فى الكفر حيث ضموا النفاق الى كفرهم وباظهارهم الاسلام صدوا كثيرا عن الايمان { وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم } كسلمان واقرانه { أولئك سوف يؤتيهم أجورهم } قرئ بالتكلم وبالغيبة يعنى انا نعطيهم اجورهم بحسب عملهم ونغفر زلاتهم ونتفضل عليهم بالرحمة الخاصة بحسب شأننا من المغفرة والرحمة، ولذا قال تعالى بعد ذكر اعطاء اجورهم { وكان الله غفورا رحيما يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السمآء } استيناف منقطع لفظا ومعنى عن سابقه ولذا لم يأت بالوصل، روى ان كعب بن الاشرف وجماعة من اليهود قالوا: يا محمد (ص) ان كنت نبيا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما اتى موسى بالتوراة جملة، فنزلت وقال تعالى تسلية لرسوله: لا تعجب من سؤالهم ولا تعظمنه فان هذا ديدنهم { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك } يعنى سأل آباؤهم الذين هم من اسناخهم { فقالوا أرنا الله جهرة } عيانا { فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } وهو سؤالهم ما ليس لهم بحق وتجاوزهم عن حدهم { ثم اتخذوا العجل } معبودا { من بعد ما جآءتهم البينات } اى المعجزات من موسى (ع) { فعفونا عن ذلك } بمحض رحمتنا { وآتينا موسى سلطانا مبينا } حجة واضحة او موضحة لصدقه، او تسلطا فى الظاهر بحيث ما كان يمكن لهم التخلف عنه ويكون قوله تعالى { ورفعنا فوقهم الطور }.

[4.154]

{ ورفعنا فوقهم الطور } بيانا للسلطان باى معنى كان { بميثاقهم } بسبب تحصيل ميثاقهم { وقلنا لهم } على لسان مظهرنا وخليفتنا موسى (ع) { ادخلوا الباب سجدا } يعنى باب حطة { وقلنا لهم لا تعدوا في السبت } يعنى جعلنا السبت محترما لهم ومنعناهم فيه عن بعض ما ابحناه لهم فى غيره كالصيد { وأخذنا منهم ميثاقا غليظا } على ذلك، ولما كان مقصوده تعالى من كل قصة وحكاية ذكر على (ع) والترغيب فى الولاية عرض بذكره بعد هذه الحكاية فكأنه قال: يا امة محمد (ص) قد أخذنا عليكم الميثاق بالولاية فتذكروا امة موسى (ع) حتى لا تصيروا بسبب نقض هذا الميثاق معاقبا مثلهم.

[4.155]

{ فبما نقضهم ميثاقهم } فعلنا بهم ما هو مثل على السنتكم ومشهور بينكم بحيث لا حاجة الى ذكره من مسخهم وعقوباتهم الاخر { وكفرهم بآيات الله } فتنبهوا حتى لا تكفروا بعلى (ع) { وقتلهم الأنبيآء بغير حق } فاحذروا ان تقتلوا عليا (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) فان شأنهم شأن الانبياء بل أرفع كما حدثكم به نبيكم { وقولهم قلوبنا غلف } اوعية للعلوم استكبارا وارتضاء بانفسهم، او فى اكنة استهزاء بالانبياء فاحذروا ان تستبدوا بآرائكم فى مقابلهم { بل طبع الله عليها بكفرهم } اضراب وابطال لما قالوا واثبات لضده، يعنى ليس فى قلوبهم علم او ليس قلوبهم فى اكنة بل طبع الله عليها بكفرهم { فلا يؤمنون إلا } ايمانا { قليلا } وهو الايمان العام النبوى (ص) او الا قليلا منهم

[4.156]

{ وبكفرهم } بعيسى (ع) { وقولهم على مريم بهتانا عظيما } فاحذروا ان لا تبهتوا على مريم هذه الامة ولا تضعوا حديثا ولا تأخذوا فدك منها.

[4.157]

{ وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } ذكروا رسول الله استهزاء والا فما كان لهم اعتقاد برسالته يعنى بتجريهم على انتحال قتله وقولهم هذا لعناهم وعاقبناهم فاحذروا ان تقتلوا مسيح هذه الامة وان تفعلوا ما قال امة عيسى (ع) فى حقه ولم يفعلوه من ادعاء قتله { وما قتلوه } عطف باعتبار المعنى او حال { وما صلبوه ولكن شبه لهم } قد مضى فى سورة آل عمران عند قوله ومكروا او مكر الله والله خير الماكرين قصة عيسى (ع) وقتله وصلبه { وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه } عطف على ما قتلوه او على شبه لهم او حال من الضمير المجرور او من فاعل ما قتلوه قيل بعد وقوع تلك الواقعة اختلف اليهود والنصارى فقال بعضهم: كان عيسى (ع) كاذبا وقتلناه، وقال بعضهم: لو كان المقتول عيسى (ع) فاين صاحبنا؟ - وقال بعضهم: الوجه وجه عيسى (ع) والبدن بدن صاحبنا، وقال بعضهم: رفع الى السماء لما اخبر عيسى (ع) برفعه الى السماء، وقال بعضهم: رفع الملكوت وصلب الناسوت، وقيل القى شبهه على جميع الحواريين وكانوا سبعة عشر فى بيت فلما احاط اليهود بهم رأوا كلهم على مثال عيسى (ع) وقالوا: سحرتمونا فليخرج الينا عيسى (ع) والا نقتل كلكم فأخذوا واحدا وقالوا: هذا عيسى (ع) واشتبه الحال عليهم فاختلفوا، وقيل: ان رؤساء اليهود اخذوا انسانا وقتلوه وصلبوه فى موضع عال ولم يمكنوا احدا منه حتى تغير حليته فقالوا: قتلنا المسيح ليشتبه الامر على العوام لانهم لما احاطوا بالبيت ورفع الله عيسى (ع) خافوا ان يؤمن به عامتهم { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن } استثناء منقطع { وما قتلوه يقينا } مفعول مطلق مؤكد لغيره اى يقن عدم القتل يقينا، واما جعله حالا او مضافا اليه لمفعول مطلق محذوف تقديره قتل يقين فبعيد معنى لا فادته تقييد نفى القتل بحال اليقين واثباته مع الشك وليس هذا مقصودا.

ناپیژندل شوی مخ