تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
، وحين التمس على (ع) عنهم بعد النبى (ص) ان يؤدوا ما سمعوا عنه، ولكن ما وفوا بهذه الوصية وما ادوا { ولو على أنفسكم } مضرا عليها فانها احب الاشياء عليكم { أو الوالدين والأقربين } فانهم بعد الانفس احب الاغيار { إن يكن } كل واحد من الطرفين { غنيا أو فقيرا } فلا تخرجوا عن الاستقامة بملاحظة ان الفقير اولى بالانتفاع وعدم التضرر والغنى لا يتضرر على فرض عدم وصول ماله اليه او ينتفع الغير بما له على فرض الشهادة عليه زورا، او بخيال انتفاعكم عن الغنى وعدم تضرركم منه وعدم مبالاتكم بالفقير { فالله أولى بهما } فامتثلوا امره ولا تبالوا بتضرر الفقير وعدم تضرر الغنى { فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا } اى فى العدول عن الحق او بسبب العدول او لكراهة العدل فى الشهادة { وإن تلووا } السنتكم بالشهادة حين الاداء بان تغيروها بالسنتكم وقرئ تلوا من ولى بمعنى توجه { أو تعرضوا } بكتمانها يجازكم الله بحسبه { فإن الله كان بما تعملون خبيرا } فاقيم السبب مقام الجزاء.
[4.136]
{ يا أيها الذين آمنوا آمنوا } بالايمان العام والبيعة على يد محمد (ص) وقبول دعوته الظاهرة { آمنوا } بالايمان الخاص والبيعة الولوية وقبول الدعوة الباطنة، فان الاسلام وهو البيعة العامة النبوية واخذ الميثاق على اعطاء الاحكام القالبية والتوبة على يد محمد (ص) قد يسمى ايمانا، لانه طريق اليه وسبب لحصوله، والايمان حقيقة هو البيعة الولوية والتوبة على يد على (ع) او على يد محمد (ص) من حيث ولوتيه واخذ الميثاق على اعطاء الاحكام القلبية وادخال الايمان فى القلب، ولذلك قال فى انكار ايمان المدعين للايمان:
ولما يدخل الإيمان في قلوبكم
[الحجرات:14] فعلى هذا لا حاجة الى التكلفات البعيدة التى ارتكبها المفسرون { بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل } يعنى ان الايمان بمحمد (ص) بقبول دعوته الظاهرة اسلام وانقياد له وتقليد محض لا معرفة فيه ولا تحقيق، وانما يحصل المعرفة من طريق القلب فآمنوا بعلى (ع) بقبول دعوته الباطنة حتى يدخل الايمان فى قلوبكم ويفتح ابواب قلوبكم الى الملكوت فتعرفوا الله ورسوله (ص) وكتابه الجامع الذى هو النبوة، وكامله فى محمد (ص) وصورته القرآن وناقصه كان فى الانبياء السلف وصورته التوراة والانجيل والصحف والزبور وغيرها، وللاشارة الى الفرق بين نبوة محمد (ص) ونبوة غيره بالكمال والضعف قال فى الاول نزل بالتفعيل الذى فيه تعمل وفى الثانى انزل خاليا منه وقرئ فيهما بالبناء للمفعول { ومن يكفر بالله وملآئكته وكتبه ورسله واليوم الآخر } ذكرهم بالترتيب من المبدء الى المنتهى، فان المراد بالملائكة العقول وبالكتب النبوات واحكامها فانها نزولا بعد الملائكة والرسالة بعد النبوة، والكفر بها مسبب عن الكفر بالولاية وعدم قبول الدعوة الباطنة، فانه ما لم يدخل الايمان بالبيعة على يد على (ع) فى القلب لا ينفتح بابه، وما لم ينفتح بابه الى الملكوت لم يعرف شيء منها كما عرفت ولذلك اتى به بعد الامر بالايمان بعلى (ع) { فقد ضل ضلالا بعيدا } وصف بحال المتعلق وتهديد بليغ للمنحرفين عن الولاية وعن قبول الايمان على يد على (ع).
[4.137]
{ إن الذين آمنوا } مفهوم الآية عام وتنزيلها خاص، فان المراد بها المنافقون الذين آمنوا بمحمد (ص) يعنى اسملوا { ثم كفروا } بتعاهدهم على خلافه فى مكة { ثم آمنوا } حين قبلوا قوله فى الغدير وبايعوا مع على (ع) بالخلافة { ثم كفروا } بتخلفهم عن جيش اسامة حال حيوته { ثم ازدادوا كفرا } بتشديدهم لآل محمد (ص) { لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا } لانهم ارتدوا عن الفطرة بقطعهم الفطرة الانسانية فلا رجوع لهم بالتوبة ولا سبيل لهم الى دار الراحة، فان الفطرة الانسانية هى السبيل الى دار الراحة فلا يتصور لهم مغفرة ولا هداية، لان المرتد الفطرى لا توبة له كما قالوا بالفارسى " مردود شيخى را اكر تمام مشايخ عالم جمع شوند نتوانند اصلاح نمايند " لانه مرتد فطرى قاطع لفطرته.
[4.138]
{ بشر المنافقين } الآية الاولى بيان حال المتبوعين وهذه بيان حال الاتباع مع امكان التعميم { بأن لهم عذابا أليما } استعمال البشارة فى العذاب للتهكم.
[4.139]
ناپیژندل شوی مخ