تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
{ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } تهديد بما لم يهدد به احدا من اصحاب الكبائر، والتعمد المورث للوعيد الشديد كما فى الاخبار ان يقتله من جهة ايمانه عالما به لا ان يقتله لغضب او جدل او حقد له من جهة اخرى فانه وان كان عمدا فهو من وجه خفى مشوب بالخطأ، ومن قتل مؤمنا من جهة ايمانه كان كمن قتل صاحبه ومن قتل صاحبه وهو الامام لاخلاص هل له من النار ولا توبة له، اولا يوفق للتوبة كما فى الاخبار، ولذلك ورد ان غيبة المؤمن اشد من الزنية، او من سبعين زنية، او من سبعين زنية تحت الكعبة، وفى بعض الاخبار مع المحارم، والسر ما ذكرنا، فان ذكر المؤمن بالسوء من جهة ايمانه ذكر صاحبه بالسوء وذكر الامام بالسوء من اكبر الكبائر.
[4.94]
{ يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم } بارجلكم الارض { في سبيل الله } اى سافرتم فى الجهاد تأديب للمجاهدين باصلاح النية فى الجهاد حتى لا يغلب الهوى على امر الله { فتبينوا } فبالغوا فى طلب ظهور الامر من الكفر والايمان ممن تلاقونه وقرئ فتثبتوا بمعنى التأنى والتأمل والمقصود واحد يعنى لا تعجلوا فى القتل قبل التيقن بكفرهم { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام } وقرئ السلم يعنى الانقياد والتسليم او تحية الاسلام اظهارا لاسلامه بشعار الاسلام { لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا } اى لا تنكروا اسلامه لابتغاء ماله بقتله بل تبينوا أمره فان ظهر اثر الصدق فلا تقتلوه { فعند الله مغانم كثيرة } اى لا تقولوا ذلك ولا تقتلوه فانكم ان لا تقولوا تستحقوا مغانم اكثر من غنيمته من الله فعند الله مغانم كثيرة مبذولة لمن امتثل امره ونهيه فأقيم السبب مقام الجواب { كذلك كنتم من قبل } كافرين ومتزلزلين ومظهرين للاسلام بالسنتكم من غير علم بمواطاة القلوب { فمن الله عليكم } بالتحقق بالايمان والاشتهار به { فتبينوا } كرره للتأكيد وللاشارة إلى ان امتثال امر الله يقتضى التبين والمقايسة الى انفسكم ايضا تقتضى التبين { إن الله كان بما تعملون خبيرا } فاحتاطوا فى افعالكم وفى نياتكم، والآية ان وردت فى اسامة بن زيد وقتله يهوديا وعدم اعتنائه باظهاره الشهادتين فهو عام لا اختصاص له بالقتل ولا بالسفر.
[4.95]
{ لا يستوي القاعدون } مستأنف جواب لسؤال مقدر ناش من التهديد على قتل المؤمن متعمدا والدية والكفارة على قتله خطأ ومن الامر بالتبين عند لقاء من لا يعلم حاله ومما كان معلوما من مورد نزول الآية وهو قتل اسامة بن زيد يهوديا فدكيا جمع عياله وماله وساق غنمه وانحاز الى ناحية جبل وكان قد اسلم فقال بعد ما لقى عسكر اسامة: السلام عليكم لا إله الا الله؛ محمد رسول الله، فبدراليه اسامة فقتله فلما رجع قال له رسول الله (ص):
" افلا شققت الغطاء عن قلبه، لا ما قال بلسانه قبلت، ولا ما كان فى نفسه علمت "
، ونزلت الآية فحلف اسامة بعد ذلك ان لا يقتل احدا قال لا آله الا الله، وبهذا العذر تخلف عن على (ع) وقيل: نزلت فى رجل آخر كان فى سرية لقى رجلا كان بينهما احنة فحياه الرجل بتحية الاسلام فقتله وجاء الى رسول الله (ص) وقال: استغفر لى، فقال رسول الله (ص)
" لا غفر الله لك "
وعلى اى تقدير صار المقام مقام ان يقال: هل القعود افضل من الجهاد ان كان فى الجهاد هذه الآفات؟ - فقال تعالى: لا يستوى القاعدون عن الحرب { من المؤمنين } الذين قبلوا الدعوة الظاهرة سواء كانوا قبلوا الدعوة الباطنة وبايعوا البيعة الخاصة ام كانوا واقفين على الدعوة الظاهرة وعلى قبول البيعة العامة الاسلامية، والظرف مستقر حال عن القاعدون او عن المستتر فيه { غير أولي الضرر } قرئ برفع غير صفة للقاعدون لان الغير وان كان لا يتعرف بالاضافة لغاية ابهامه لكنه اذا اضيف الى معرف يقع صفة للمعرفة اذا كانت المعرفة معرفة باللام الجنسية او موصولة لابهامهما مثل غير، او كان غير واقعا بين النقيضين، وقرئ بالنصب حالا عن القاعدون او عن المستتر فيه او منصوبا على الاستثناء، وقرئ بالجر صفة للمؤمنين، قيل: نزلت الآية فى جمع تخلفوا عن غزوة تبوك ولم يكن فيها غير اولى الضرر فجاء ابن ام مكتوم وكان اعمى وهو يبكى فقال: يا رسول الله (ص) كيف بمن لا يستطيع الجهاد فغشيه الوحى ثانيا ثم سرى عنه فقال
" اقرء غير اولى الضرر فألحقها والذى نفسى بيده لكأنى انظر الى ملحقها عند صدع فى الكتف "
ناپیژندل شوی مخ