200

تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرونه

{ وآتوا اليتامى أموالهم } بعد الحفظ وانس الرشد منهم { ولا تتبدلواالخبيث } الردى من اموالكم { بالطيب } الجيد من اموالهم او الحرام من اموالهم بالحلال المقدر لكم فان من ارتزق بالحرام حرم المقدر له من الحلال لكن الاول هو المراد لان قوله تعالى { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } يفيد الثاني.

اعلم ان اليتيم كالرحم روحانى وجسمانى فالجسمانى من انقطع فى صغره عن ابيه الجسمانى، والروحانى من انقطع عن امامه الذي هو ابوه الروحاني كما ورد تصريحا واشارة واليتيم عن الامام اما بغيبته عن شهود حسه بموت وغيره او بغيبته عن شهود بصيرته بعدم استعداد الحضور وعدم حصول الفكر الذى هو مصطلح الصوفية، فان من لم يتمثل مثال الشيخ في صدره ولم يشاهد صورته المثالية بعين بصيرته كان منقطعا عن امامه، وحقه الخدمة والمواساة والمحبة والنصيحة التي يعطون الميثاق عليها؛ هذا هو اليتيم الروحانى في العالم الكبير، واما في العالم الصغير فالقوى الحيوانية والبشرية ما لم تبلغ في التبعية للنفس الى مقام التمتع والالتذاذ بشهود النفس لشيخها تكون يتامى ومالها وحقها التلذذ بمشتهياتها ومقتضياتها فى الحلال فان التلذذ فى الحلال جعل قسيما لتزود المعاد فى الاخبار، ولما كان منع اليتامى باى معنى كان عن حقهم ظلما على المظلوم الذي كان مستحقا للترحم عظم تعالى ذنبه فقال تعالى { إنه كان حوبا كبيرا } اي ذنبا عظيما.

[4.3]

{ وإن خفتم } ايها الناظرون من امر اليتامى اذا اردتم نكاحهن ضنة بأموالهن { ألا تقسطوا في اليتامى } بالتقصير في حقهن { ف } دعوا نكاحهن و { انكحوا ما طاب لكم من النسآء } وعن امير المؤمنين (ع) في جواب مسائل الزنديق الذي سأل عن اشياء انه اسقط بين طرفى تلك الآية اكثر من ثلث القرآن { مثنى وثلاث ورباع } تخيير بين الواحدة الى اربع وايضا تخيير فى الاستبدال فان فى هذا الوزن دلالة على التكرير { فإن خفتم } ايها الراغبون في النكاح { ألا تعدلوا } بينهن اذا كن اكثر من الواحدة { ف } انكحوا { واحدة أو ما ملكت أيمانكم } ان خفتم التقصير في حق الحرة { ذلك أدنى ألا تعولوا } اى لا تميلوا عن الحق اولا تمونوا فتعسروا فان خفة العيال احد اليسارين كما في الخبر.

[4.4-5]

{ وآتوا النسآء } ايها الازواج { صدقاتهن نحلة } منكم لهن اي عطية وفيه تنشيطا لهم فان استرداد العطية فى غاية القبح وان كان الخطاب لاولياء النكاح لانهم كانوا يأخذون الصداق لانفسهم كما هو الان كذلك في بعض الاعراب والاكراد فالمعنى آتوهن صدقاتهن ايها الاولياء فانها عطية لهن فليس لكم ان تأخذوها { فإن طبن لكم عن شيء منه } اى من الصداق { نفسا فكلوه هنيئا مريئا ولا تؤتوا السفهآء أموالكم التي جعل الله لكم قياما }.

اعلم ان الانسان ذو نشأة محسوسة وذو نشأة غير محسوسة وله بحسب كل نشأة ما ينفعه وما يضره وكل من ميز بين النافع والضار وقدر على جلب النافع ودفع الضار يسمى عاقلا ورشيدا، ومن لم يميز او لم يقدر يسمى سفيها لكن لا ملازمة بين سفاهة الدنيا وسفاهة الآخرة؛ فكم من سفيه في الدنيا عاقل في الآخرة، وكم من عاقل في الدنيا سفيه في الآخرة فمعاوية مع كونه ملقبا باعقل زمانه سفيه، والبهلول مع كونه مجنونا عاقل، واختلاف الاخبار في تفسير السفيه بمن لم يكن تصرفه فى ماله على وجه يرتضيه العقل وبمن لم يعرف الحق وبشارب الخمر وبمن لم يدخل فى هذا الامر بحسب اختلاف النشأتين، فان العاقل بحسب النشأة الآخرة من عرف امامه ودخل على الوجه المقرر فى ولايته وبايعه بالبيعة الخاصة وقبول الدعوة الباطنة ودخل الايمان فى قلبه ولذلك نسبوا الى شيعتهم العقل والعلم التعلم والعرفان وغير ذلك مما يدل على كونهم عاقلين مع ان اكثرهم لم يكونوا من اهل العلوم الرسمية والعقول الدنيوية بل كانوا في نظر اهل الدنيا مجانين وسفهاء كما قالوا:

أنؤمن كمآ آمن السفهآء

[البقرة:13]،وقالوا:

أم به جنة

ناپیژندل شوی مخ