تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

سلطان کالی شاه ګنابړي d. 1350 AH
167

تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرونه

[النساء: 106] وقوله تعالى:

وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهمآ إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايآ أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون

[الأنعام: 146]، قالوا: لسنا باول من حرمت عليه وقد كانت محرمة على نوح (ع) وابراهيم (ع) ومن بعده من بنى اسرائيل الى ان انتهى التحريم الينا فكذبهم الله واجابهم بقوله: { كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل } وليس كما قالت اليهود ان الطيبات كانت محرمة من زمن نوح { إلا ما حرم إسرائيل } بسبب مرضه { على نفسه } من لحوم الابل فانه كما روى كان به وجع الخاصرة او عرق النساء وكان اذا اكل لحم الجمل هيج الوجع به فحرم على نفسه لحم الابل { من قبل أن تنزل التوراة } متعلق بقوله حلا او بحرم او بكليهما على سبيل التنازع يعنى كل المطاعم كان حلا لبنى اسرائيل سوى لحم الابل الذى حرمه اسرائيل على نفسه قبل نزول التوراة وبعد نزول التوراة حرم الطيبات عليهم ببغيهم { قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } حاجهم بكتابهم حتى يتبين كذبهم فى ادعائهم وصدقه (ص) فيما نزل عليه من كتابهم، وقيل: لم يجسروا على اتيان التوراة وبهتوا، وهذا دليل صدقه فى نبوته حيث تمسك بكتاب خصمه فى صدقه.

[3.94]

{ فمن افترى على الله الكذب } بادعاء ان المحرمات كانت محرمة من زمن نوح { من بعد ذلك } المذكور من المحاجة والزام الحجة { فأولئك هم الظالمون } تأكيد وحصر ادعاء مبالغة، وظلمهم عبارة عن وضع الانكار موضع التصديق والاقرار.

[3.95]

{ قل صدق الله } كأن المقصود ان يقول: ظهر صدقى فاتبعوا ملتى لكن لما كان نسبة الصدق الى الله فى المقام مستلزما لصدقه (ص) لانه مدع ان اقواله ملقاة من الله تعالى اليه فاذا كان الاقوال الملقاة من الله صادقة كان هو صادقا وكان الكناية بصدق الله عن صدقه ابلغ من التصريح وأبعد من الشغب واللجاج واقرب الى الانصاف كنى به عنه، وهكذا الحال فى الامر باتباع ملة ابراهيم فانه (ع) لما كان معلنا بأن ملته ملة ابراهيم وملة ابراهيم ملته كنى باتباع ملة ابراهيم (ع) عن اتباع ملته (ص) فقال { فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين } قد مضت هذه العبارة قبيل هذا.

[3.96]

تحقيق كون البيت اول بيت وضع وكونه مأمنا

{ إن أول بيت } بالزمان كما فى الخبر ان موضع البيت اول بقعة خلقت من الارض على اختلاف فى مضمونها ثم دحيت الارض من تحتها، وكما فى الاخبار ان الله أنزله لآدم من الجنة وكانت درة بيضاء فرفعه الله الى السماء وبقى اساسه، او بالشرف كما فى الخبر: ان الله اختار من كل شيء شيئا؛ اختار من الارض موضع الكعبة، او للعبادة على ما قيل انه لم يكن قبله موضع مخصوص للعبادة { وضع } خلق او بنى { للناس } لانتفاعهم بالمكاسب فيه للكاسبين، او بغفرانهم لقاصديه، او براحتهم وامنهم عن القاصدين لملتجئيه، او بهدايتهم لناظريه وناظرى آياته، او بكفايتهم وقيامه بأمر معاشهم لساكنيه ومجاوريه ولو كانوا كافرين، او ببقائهم وعدم هلاكهم على ما روى من انه لو هدم البيت وتركوا الحج لهلك اهل العالم { للذي } للبيت الذى { ببكة } بكة ومكة مترادفتان، او بكة موضع البيت ومكة تمام البلد وسميت بكة لان الناس يبكون فيها يعنى يزدحمون او لبكاء الناس حولها وفيها، او لانها تبك اعناق الجابرة اى تدقها واشير الى ذلك فى الاخبار، وروى انما سميت مكة بكة لانه يبك بها الرجال والنساء والمرأة تصلى بين يديك وعن يمينك وعن شمالك وعن يسارك ومعك ولا بأس بذلك لأنه انما يكره فى سائر البلدان { مباركا } ذا بركة لمجاوريه حيث يرزقون من ثمرات الاشجار تماما مع انه لا ثمرة فى مكة ويجلب الحبوب والاثمار اليه ولزائريه حيث يغفر الله لهم كيوم ولدتهم امهم، وينظر اليهم بالرحمة، ويقبل توبتهم، ويخلف ما أنفقوا فى سبيله، وللطيور وسائر الحيوان حيث انها مأمونة من الاصطياد ولطيور المسجد لكونها مأمونة ومرزوقة، وللاشجار والنبات فى ارض الحرم حيث انها مأمونة عن القطع فى الجملة، ولاهل العالم حيث انهم باقون مرزوقون به كما سبق الاشارة اليه { وهدى للعالمين } فى حمل المعنى على الذات ما مر مرارا، وهدايته اما بكون وجوده سببا لهيجان النفوس للتوجه والسلوك اليه، او بكونه سببا لقرب زائريه الى الله، او بكونه قبلة ومتعبدا لهم من زمن ابراهيم (ع) او من زمن آدم (ع)، او بكونه ذا آيات دالات على تشريف الله اياه وعلى كونه فى حماية الله، وعلى صدق الانبياء (ع) الذين امروا بتعظيمه والطواف حوله والنسك لديه، وصدقهم فى ذلك يدل على صدق رسالتهم وليس رسالتهم الا بالاقرار بالمبدأ والمعاد وتوحيد المبدأ وتوحيد العبادة، وتلك الآيات مثل اهلاك من قصد خرابه مثل ابرهة صاحب الفيل وجنوده، ومثل شيوع الموت فى قبائل اخذوا الحجر الاسود حتى ردوه اليه، ومثل تنطق الحجر الاسود كما روى عند محاجة محمد الحنفية مع على بن الحسين (ع)، ومثل انحراف الطيور من محاذاته فى طيرانهم، وبكونه ذا آيات باقية من آثار الانبياء ومعجزاتهم (ع) مثل مقام ابراهيم فان غوص القدم فى الحجر الصلب آية دالة على ان صاحبه ذو قوة خارجة عن طوق البشر الهية، وكذا كونه محفوظا على مدى الاعصار مع كثرة اعدائه الذين كانوا بصدد محو مثل تلك الآثار ولذلك علله بقوله تعالى { فيه آيات بينات }.

ناپیژندل شوی مخ