162

تفسیر آیات الاحکام

تفسير آيات الأحكام

ژانرونه

اللطيفة التاسعة: عبر المولى جل وعلا عن المباشرة الجنسية التي تكون بين الزوجين بتعبير سام لطيف، لتعليمنا الأدب في الأمور التي تتعلق بالنساء { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } فالتعبير على طريقة الاستعارة والمراد اشتمال بعضهم على بعض لما تشتمل الملابس على الأجسام.

قال الإمام الفخر: " لما كان الرجل والمرأة يعتنقان، فيضم كل واحد منهما جسمه إلى جسم صاحبه، حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه، سمي كل واحد منهما لباسا ".

اللطيفة العاشرة: قوله تعالى: { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر }.

قال الشريف الرضي: " هذه استعارة عجيبة، والمراد بها حتى يتبين بياض الصبح من سواد الليل، والخيطان ههنا مجاز، وإنما شبهها بذلك لأن بياض الصبح يكون في أول طلوعه مشرقا خافيا، ويكون سواد الليل منقضيا موليا، فهما جميعا ضعيفان، إلا أن هذا يزداد انتشارا وهذا يزداد استسرارا ".

روي أنه لما نزلت الآية

" قال (عدي بن حاتم) أخذت عقالين : أبيض، وأسود فجعلتهما تحت وسادتي، وكنت أقوم من الليل فأنظر إليها، فلم يتبين لي الأبيض من الأسود، فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فضحك وقال: " إنك لعريض القفا، إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل " ".

الأحكام الشرعية

الحكم الأول: هل فرض على المسلمين صيام قبل رمضان؟

يدل ظاهر قوله تعالى: { أياما معدودات } على أن المفروض على المسلمين من الصيام إنما هو هذه الأيام (أيام رمضان) وإلى هذا ذهب أكثر المفسرين، وهو مروي عن ابن عباس والحسن، واختاره ابن جرير الطبري.

وروي عن قتادة وعطاء أن المفروض على المسلمين كان ثلاثة أيام من كل شهر، ثم فرض عليهم صوم رمضان، وحجتهم أن قوله تعالى: { وعلى الذين يطيقونه فدية } يدل على أنه واجب على التخيير، وأما صوم رمضان فإنه واجب على التعيين، فوجب أن يكون صوم هذه الأيام غير صوم رمضان.

ناپیژندل شوی مخ