169

Tafsir al-Uthaymin: Ghafir

تفسير العثيمين: غافر

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وهذه لأبيه، وهذه لأَخيه، وهذه لعَمِّه، وما أَشبَهَ ذلك، هذا في الحَقيقة خِلاف عادة السَّلَف. ونَقول: إن أَرَدْت أن تَنفَع مَيتَك نَفعًا مُحقَّقًا فاعمَلْ بما أَرشَد إليه النَّبيُّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حيثُ قال: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" (^١) هذا هو الذي نُحبِّذه، ونَقول: أَكثِرْ من الدُّعاء لأمواتك، أمَّا إِهداء القُرَب فاجعَلْها لنَفْسك؛ لأنَّ هذا هو السُّنَّة، وأنت أيُّها الحيُّ سوف تَحتاج إلى هذه الأعمالِ الصالحِة، كما أن الأموات أيضًا يَحتاجون إلى زِيادة الأعمال الصالحِة، كما جاء في الحديث: "مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ إِلَّا نَدِمَ، إِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَدِمَ أَلَّا يَكُونَ ازْدَادَ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا نَدِمَ أَلَّا يَكُونَ اسْتَعْتَبَ" (^٢). إِذَن نَقول: ﴿بِمَا كَسَبَتْ﴾ استَدَلَّ بها بعض العُلَماء على أن مَن أُهدِيَ إليه شيء من القُرَب فإنَّه لا يَنتَفِع به؛ لأنه ليس من كَسْبه، إلَّا ما جاءَت به السُّنَّة، ولكن الصحيح أنَّه يَنتَفِع به. فإذا قلت: إن هذا هو الصَّحيح فالجَواب عن الآية أنها تَدُلُّ على أن النَّفْس تُجزَى بما كسَبَت، لكن لا تَدُلُّ على إنها لا تَنتَفِع بعمَل غيرها، الشيء المَضمون تَمامًا هو ما كَسَبت، وأمَّا ما أَهداه الغَيْر لها فهذا شيء آخَرُ، وله أدِلَّة أُخرى. الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: انتِفاء الظُّلْم في ذلك اليومِ، لقوله: ﴿لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ﴾، ولكن الإنسان يُجازَى بحَسَب عمَله، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ

(^١) أخرجه مسلم: كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، رقم (١٦٣١)، من حديث أبي هريرة ﵁. (^٢) أخرجه الترمذي: كتاب الزهد، رقم (٢٤٠٣)، من حديث أبي هريرة ﵁.

1 / 173