Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
خپرندوی
دار الثريا للنشر
ژانرونه
قال: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي﴾ وجب أن نقول: إن الشمس تجري، ولا يجوز أن نقول: إننا نحن الذين نجري، ولكن هي التي تجري بتقدير العزيز العليم.
٢ - ومن فوائدها: أن هذه الشمس التي هي دائمًا ودائبة لابد لها من منتهى لقوله: ﴿لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ ويتفرع على هذا:
٣ - أن جميع الخلائق لها منتهى، فكل ما في الدنيا من خلائق له منتهى، وسوف يزول ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨)﴾ (^١).
٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذه الشمس مقدرة تقديرًا بالغًا منظمًا لقوله: ﴿ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨)﴾ ويشهد لهذا الواقع، فإن هذه الشمس منذ خلقها الله إلى أن تزول وهي في فلكها لا تتقدم ولا تتأخر عن السنة التي أمرها ﷿ أن تكون عليها، ولا ترتفع ولا تنخفض، حتَّى قيل: إنها لو تنخفض مقدار شعرة لأحرقت الأرض، ولو ارتفعت مقدار شعرة لجمدت الأرض، ولكن الله ﷿ جعلها على هذا التقدير البديع المحكم الذي لا يتغير ﴿ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨)﴾.
٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله وهما العزيز العليم، ويؤخذ منهما: إثبات صفتين تتضمنهما وهما العزة والعلم، ويؤخذ منهما أيضًا: إثبات الأثر، أو الحكم وهو أنَّه غالب لكل أحد، وعليم بكل شيء.
* * *
(^١) سورة إبراهيم، الآية: ٤٨.
1 / 140