126

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

خپرندوی

دار الثريا للنشر

ژانرونه

حلوًا لذيذًا شهيًّا لكن يجعل الله فيه آفة تفسده، وهذا موجود بكثرة، ولكن من نعمة الله أنَّه يبقى ويؤكل من ثمره. ١٣ - ومن فوائدها: أننا لا نملك لأنفسنا أن نوجد هذا الثمر، وأن ذلك مجرد فضل من الله لقوله: ﴿وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ﴾ فإن هذا ليس من صنعنا، فلو اجتمع الناس كلهم على أن يخرجوا رطبة واحدة أو حبة عنب ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، ومع هذا يخلق الله ﷿ هذه العناقيد التي لا تحصى كثرة، وهذه الأعذاق التي لا تحصى كثرة، ونحن لم نعمل ذلك بأيدينا، غاية ما هنالك أننا نوجه هذا الثمر حسب ما علمنا الله ﷿، فنأخذ من طلع الفحل ما نجعله في طلع النخلة حتَّى يطيب الثمر، أما أننا خلقناه وأوجدناه فلا. وهذا على جعل (ما) في قوله تعالى: ﴿وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ﴾ نافية. ١٤ - ومن فوائدها: بيان نعمة الله ﷿ بما علمنا مما نصنعه من هذه الثمار، وعلى وجه يخالف ما خلقت عليه، حتَّى يتكون من هذا طيب على طيب لقوله: ﴿وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ﴾ فإن الله تعالى علمنا كيف نصنع هذه الثمار على وجه نتلذذ بها، وننتفع بها أكثر مما هي عليه في الخلقة، وهذا على جعل (ما) موصولة. ١٥ - ومن فوائد الآيات الكريمة: وجوب شكر نعمة الله ﷿، لأن الله وبخ من لا يشكر، والشكر مع كونه طاعة الله يثاب الإنسان عليه، ويعرف به قدر نعمة الله عليه، فهو سبب للمزيد من هذه النعم لقوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ

1 / 127