116

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

خپرندوی

دار الثريا للنشر

ژانرونه

البعث خبر مقدم ﴿الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ﴾ بالتخفيف والتشديد ﴿أَحْيَيْنَاهَا﴾ بالماء، مبتدأ، الآية في اللغة: العلامة والدليل القاطع على الشيء، وقول المؤلف: أخبر مقدم، المبتدأ الأرض، وقوله: ﴿الْمَيْتَةُ﴾ بالتخفيف والتشديد يعني أن فيها قراءتين (الميّتة) و(الميتة)، وهذا دليل على أن الميتة كما يطلق على الميت الذي قد فارقت روحه جسده، يطلق أيضًا على الذي سيموت خلاف لمن قال: (إن الميّت لمن سيموت) و(المَيْتَ لمن مات بالفعل)، فإن الأرض الميتة قد ماتت، ومع ذلك فيه هنا قراءتان: الميّتة، والميتَة ﴿الْأَرْضُ﴾ مبتدأ و﴿الْمَيْتَةُ﴾ صفة و﴿أَحْيَيْنَاهَا﴾ صفة للأرض، ولهذا قال المؤلف: (مبتدأ) جعله بعد قوله (أحييناها) ليبين أن الميتة وأحييناها كلاهما صفة للأرض، ولكن الصحيح أن ﴿أَحْيَيْنَاهَا﴾ جملة استئنافية لبيان وجه الآية في هذه الأرض، لأن محط الفائدة ليس هو موت الأرض، ولكن الله تعالى أحياها بعد موتها، أما على رأي المؤلف فإذا جعل ﴿أَحْيَيْنَاهَا﴾ صفة، فإنه يشكل علينا أن هذا مخالف للقاعدة المعروفة: "أن الجمل بعد المعارف أحوال". والجواب على ذلك أن يقال: إن الأرض هنا المراد بها الجنس فهي بمعنى النكرة ونظيرها قول الشاعر: ولقد أمر على اللئيم يسبني ... فمضيت ثمت قلت لا يعنيني قال: (اللئيم يسبني): وتقدير: (على لئيم يسبني)، ومنه أيضًا على قول بعض المعربين ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ

1 / 117