Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
خپرندوی
دار الثريا للنشر
ژانرونه
الرسول)، وهم يستهزءون بغيره، ولكن لما كان هؤلاء قد أمعنوا في الاستهزاء بالرسل صاروا كأنهم لا يستهزؤن إلَّا بالرسل والاستهزاء هو السخرية والهزء.
الفوائد:
١ - في هذه الآية دليل على شدة تحسر العباد المكذبين للرسل لقوله: ﴿يَاحَسْرَةً﴾ ولهذا جاء النداء على سبيل التنكير، ليدل على أنَّها حسرة عظيمة؛ لأن التنكير يفيد أحيانًا التعظيم والشدة.
٢ - ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين للرسل سيجدون أعمالهم حسرات عليهم، لقوله تعالى: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠)﴾.
٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عدل الله ﷿ وهو أنَّه لا يؤخذ أحدًا إلَّا بذنبه لقوله: ﴿يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠)﴾ فلن يعاقب الله أحدًا إلَّا بذنب، بل إنه ﷿ قد يعفو عن الذنب إذا كان دون الشرك ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ (^١).
٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الرسالة لقوله: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ﴾ وأن الرسالة عامة في كل أمة؛ لأنه قال: ﴿عَلَى الْعِبَادِ﴾ ثم قال: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ﴾ فكل العباد قد قامت عليهم الحجة ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (٢٤)﴾ (^٢).
(^١) سورة النساء، الآية: ٤٨. (^٢) سورة فاطر، الآية: ٢٤.
1 / 108