24

Tafsir Al-Uthaymeen: Stories

تفسير العثيمين: القصص

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

تتوقعين، وَلِهَذَا قَالَ: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾. قَوْله تعالى: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ﴾ هنا جاءت الجُملة اسميَّةً، وليس فِعلِيَّة، كَأَنْ يَقُولَ مثلًا: نردُّه. والجملة الاسمية تَدُلُّ عَلَى الثُّبوت والاستقرار. وقوله: ﴿إِنَّا﴾ بضميرِ الجَمع للتعظيم، فاللَّهُ ﵎ يُخْبِرُ عَنْ نَفْسِهِ بصيغة التعظيم. وَقَوْلُهُ: ﴿رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾ أي: مُرْجِعُوه، ولا يُبَيِّنُ اللَّهُ ﵎ المُدَّةَ الَّتِي ستفقدُه أُمُّه فيها، ولكن الظَّاهر أَنَّهَا لَيْسَتْ بِبَعِيدَة، كَمَا سَيَأْتِي فِي آخِرِ الْقِصَّةِ. وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ هَذِهِ بِشارةٌ فوقَ البِشَارَة الأُولى، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ هَذَا المولود ﴿مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾، أي: ممن أرسلهم اللَّهُ ﵎ وأفضلهم بالرِّسالَة. وهَذِهِ الآيَةُ فِيهَا أَمْرَانِ، ونَهْيَان، وبِشَارَتَان. أمَّا الأمران: فقولُه تعالى: ﴿أَرْضِعِيهِ﴾ وقوله: ﴿فَأَلْقِيهِ﴾. وَأَمَّا النَّهْيَانِ: فقوله تعالى: ﴿وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي﴾. وأما البِشَارَتَان: فقوله تعالى: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾. ثُمَّ قَالَ المُفَسِّرُ ﵀: [فَأَرْضَعَتْهُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ لَا يَبْكِي، وَخَافَتْ عَلَيْهِ، فَوَضَعَتْهُ فِي تَابُوتٍ مَطْلِيٍّ بِالقَارِ مِنْ دَاخِلٍ مُمهَّدٍ، وَأَغْلَقَتْهُ، وَأَلْقَتْهُ فِي بَحْرِ النِّيلِ لَيْلًا]. قوله: [أَرْضَعَتْهُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ]. لَا نَجِدَ فِي الْآيَةِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ، ولكنها -لَا شَكَّ فِي ذَلِكَ- امتثلت لِأَمْرِ اللَّهِ بإرضاعه، ولما خَافَتْ عَلَيْهِ ألقته.

1 / 28