208

Tafsir Al-Uthaymeen: Stories

تفسير العثيمين: القصص

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

يُكَلِّم اللَّهَ، فَإذَا كَانَ موسى وجهه إلى السماء، والجانب الغربي منه عُرف الغَرب، وَإذَا كَانَ وجهه إلى الشرق، فالجانِبُ الغَربيُّ منه يكون وراءَه؛ لأن المُتَّجِهَ إلى الشرق يكون الجانب الغربب منه خلفَه، ولا نستطيع أن نعرف: هل كان موسى بجانب الجَبل مِن الغرب، أَوْ مِنَ الشمال.
المهم: أنك ما كنتَ بذلك الجانب حين المناجاة.
* قَالَ المُفَسِّرُ ﵀ في قَوْلِهِ تعالى: [﴿إِذْ قَضَيْنَا﴾: أَوْحَيْنَا ﴿إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ﴾ بِالرِّسَالَةِ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ].
على قول المُفَسِّر ﵀: [أَوْحَيْنَا] يكون القضاء هنا شرعيًّا؛ لأَنَّه قَالَ: [قَضَيْنَا الأَمْرَ بِالرِّسَالَةِ]، ولكن القضاء هنا قد يبدو كونيًّا؛ لأَنَّه يَتَعَلَّق بالمشيئة، فَإن كَانَ الأمر هنا واحدَ الأوامر، فالقضاءُ شرعيٌّ، وَإن كَانَ واحدَ الأُمُور، أي: قضينا إليه ذلك الشأن العظيم، وهو الرِّسالَة، كَمَا قَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ [الشورى: ٥٢]، فهنا الأمر واحد الأُمُور، فيكون القضاء كونيًّا.
والقضاء يَنقَسم إلَى قِسمين: قضاء كوني، وقضاء شرعي، فالقضاءُ الكوني لا بُدَّ فيه مِن وُجود المَقضيِّ، والقضاء الشرعيُّ قد يُوجَد، وَقَد لَا يوجد.
والقضاء الكوني يكون محبوبًا إلى اللَّه، ويكون مكروهًا إليه، والقضاء الشرعي لَا يَكونُ إلَّا محبوبًا إليه؛ لأنَّه بمعنى الأمر.
فمثلا قَوْلُه تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: ٤]، هذا قضاءٌ كونيٌّ، يكرهه اللَّه.
وَقَالَ تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: ٢٣]، فهذا قضاء شرعيّ؛

1 / 212