165

Tafsir Al-Uthaymeen: Stories

تفسير العثيمين: القصص

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

[غَلَبَة]، والسلطان فِي الْقُرْآنِ يَأْتِي بِمَعْنَى الغَلَبة والقُدرة، ويأتي بمعنى الدَّليل؛ لِأَنَّ الدَّلِيلَ يَتقوَّى بِهِ الْإِنْسَانُ، وَيَكُونُ لَهُ بِهِ قُوَّةٌ، قَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يونس: ٦٨]، ومعنى ﴿إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا﴾ أي: مَا عِنْدَكُمْ دليلٌ بهذا، وقوله تعالى: ﴿فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ [الرَّحمَن: ٣٣]، أي: بقُوة وغَلَبة، وقوله: ﴿إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ﴾ [النحل: ١٠٠]، أي: سيطرته وغَلَبَته.
قوله تعالى: ﴿فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا﴾ أي: بسوء، والمعنى: لا ينتهون إليكما بالسوء، فما خِفْتَ مِنْهُ فَإِنَّهُ سوف ينتفي بِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَك مِنْ تأييدٍ بأخيك، وهذه بُشرَى لهما، وتُفيد التقويةَ، وهي نظيرُ قَوْلِهِ تعالى: ﴿لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه: ٤٦].
قَالَ المُفَسِّرُ ﵀: [اذْهَبَا ﴿بِآيَاتِنَا﴾. . .] وكأنَّه يَرَى أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿بِآيَاتِنَا﴾ منفصل عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا﴾، ولهذا قدَّر لها فِعلًا يَتَعَلَّقُ بِهِ، وَيَكُونُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ الْوُقُوفُ عَلَى قَوْلِهِ: ﴿فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا﴾، ثم نبدأ فنقول: ﴿بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ﴾، وَلَا يَصِحُّ أَنْ نَجْعَلَ قوله: ﴿أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ﴾ تابعًا لتقدير المُفَسِّر ﵀ وَهُوَ قَولهُ: ﴿اذْهَبَا﴾؛ لأن التابعين لَمْ يَذْهَبُوا بالآيات. هَذَا وَجْهٌ.
وَالْوَجْهُ الآخَرُ هُوَ أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿بِآيَاتِنَا﴾ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: ﴿وَنَجْعَلُ﴾، أي: ونجعل لكما سلطانًا بآياتنا، أي: بسبب آياتنا نجعل لكما السلطان، فلا يستطيعون الوصول إليكما، ولا إبطالَ دعوتِكما، وَعَلَى هَذَا لَا يُحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرٍ فِي الآيَةِ.
وَيَتْبَعُ ذَلِكَ أَنْ نَصِل قَوْلَهُ تعالى: ﴿فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا﴾ بقوله: ﴿بِآيَاتِنَا﴾ أي:

1 / 169