Tafsir Al-Uthaymeen: Stories
تفسير العثيمين: القصص
خپرندوی
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
أَنَّهُ يُحاوِل أَنْ يُبَيِّنَ لِلنَّاسِ أَنَّهُ صَادِقٌ، فتكون قِرَاءَةُ الرَّفْعِ عَلَى سَبِيلِ السبب، وقراءة الجَزْم عَلَى سَبِيلِ النتيجة، فيكون هارون فاعلًا مُؤَثِّرًا.
قوله تعالى: ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾، الضَّمِيرُ فِي ﴿يُكَذِّبُونِ﴾، وهو الواو، يَعُودُ عَلَى قَوْلِهِ: ﴿فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ﴾، وقوله: ﴿أَخَافُ﴾ أي: أتوقَّع وأخشى، وليس خوفَ الرُّعب، ولكنَّه يتوقع ذلك ويخشاه، وقوله: ﴿أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾ هَذِهِ النُّون الموجودة ليست نُون الأفعال الخمسة، وإلا لَحُذِفَت بَعْدَ (أَنْ)، ولكنها نونُ الوِقاية، فأصل الفعل: يكذبونني. فحُذفت النون الأُولى للنصب، وبقيت النون الثَّانية المكسورة، وهي نون الوقاية، وحُذِفَت الياء تخفيفًا، ونظيره ذَلِكَ قَوْلُهُ تعالى فِي سُورَةِ الذَّارَياتِ: ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ﴾ [الذاريات: ٥٩]، فإذا وقفتَ عليها سكَّنْتَ.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: بيان المِنَّة الكبرى مِنْ مُوسَى لِأَخِيهِ، حيث جعله اللَّهُ تعالى مرسلًا معه، ولهذا يقال: أعظمُ هَديةٍ أهداها خليلٌ لخليلِه هي التي كَانَتْ مِنْ مُوسَى لهارونَ؛ لِأَنَّهُ سَأَل اللَّهَ أَنْ يُرسله معه، والرِّسالَة مَقَامٌ عَظِيمٌ لَا يناله إلا الْخِيرَةُ مِنْ بَنِي آدَمَ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِغَيْرِهِ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ ﷿؛ لقوله: ﴿فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: اتخاذُ الأعوانِ مِنْ أَسْبَابِ النجاة، وهذا أمرٌ مَعْلُومٌ مِنْ قديم الزَّمانِ وحديثِه، أَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ الإِنْسَان مَعَهُ مَنْ يُعِينه ويساعِده، كَانَ ذَلِكَ أَقْرَبَ إِلَى نجاحِه مِن انفراده، والعوامُّ يقولون: (يَدٌ وَاحِدَةٌ لَا تُصَفِّق).
1 / 166