210

Tafsir Al-Uthaymeen: Saba

تفسير العثيمين: سبأ

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

فبعضُ الناس يَتحمَّل ولا يُرِي غيرَه أنه نادِم، أو أنه ضجِر، أو ما أَشبَهَ ذلك. ويُقال: إن رجُلًا عاد شَخْصًا مريضًا، وكان هذا المريضُ مُدنفًا أيْ: مرَضه شديد، فقال له: كيفَ حالُكَ؟ فقال: الحمد لله طيِّب، وأنا -يَفتَخِر بنفسه كما قال الشاعِرُ: وَتجلُّدِي لِلشَّامِتِينَ أُرِيهِمُ ... إنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لَا أَتَضَعْضَعُ فقال له الذي عادَه: ولكِن: وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَميمَةٍ لَا تَنْفَعُ (^١) يَعنِي: لو تَجلَّدْت وقبِلت الموت لا يَنفَع ذلك. والشاهِد: أن الذين قالوا: (أَسَرُّوا) بمَعنَى: (أَخْفَوْا). قا لوا ذلك لِئَلَّا يُعابوا على ما صنَعوا. أمَّا الذين قالوا: (أَسَرُّوا) بمَعنَى (أَظهَروا). فقالوا: إن الآياتِ كثيرةٌ تَدُلُّ على ندَمهم، وأنهم أَظهَروا ذلك ونَدِموا على ما صنَعوا، ولكن ﴿وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾ [ص: ٣]. وقوله ﵀: ﴿وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ﴾ على تَرْك الإيمان به] الذي أَسَرَّهُمُ الفَريقان -كما قال المُفَسِّر ﵀: الذين استكْبروا والذين استُضْعِفوا. وقوله ﷿: ﴿لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ﴾: ﴿لَمَّا﴾ بمَعنَى (حِين)، وتَقدَّم قريبًا أن ﴿لَمَّا﴾ تَأتِي في اللغة العربية على أربَعة أَوْجُهٍ.

(^١) البيت لأبي ذؤيب الهذلي من نفس قصيدته السابقة، انظر: ديوان الهذليين (١/ ٣)، والمفضليات للمفضل الضبي (ص: ٤٢٢).

1 / 216