137

Tafsir Al-Uthaymeen: Luqman

تفسير العثيمين: لقمان

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

من فوائد الآية الكريمة: الْفَائِدَة الأُولَى: أن الرسول ﵊ كان يَحزَن لكُفْر مَن يَكْفُر، لقوله تعالى: ﴿فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ﴾. فإن قال قائِل: هذا ليس بصريحٍ على ذلك! قلنا: إذا لم يَكُن صَريحًا فإنه يَدُلُّ على أنَّ ذلك مُتَوقَّع من الرسول ﷺ، إذ لو لم يَكُن مَوْجودًا أو مُتَوقَّعًا، لكان النَّهيُ عنه لا فائِدةَ منه، وقد قال اللَّه ﷿ في آية أُخرَى ما يَدُلُّ على أنه كان يَحزَن كما في قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣)﴾ [الشعراء: ٣]، وقال تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ﴾ [هود: ١٢]، وما أَشبَهَ ذلك مِمَّا يَدُلُّ على أن الرسول ﵊ كان يَحزَن. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ كلامه ﷿ بصَوْت مَسموع؛ لقوله تعالى: ﴿فَنُنَبِّئُهُمْ﴾؛ لأنَّ ما لا يُسمَع لا يَكون فيه إنباءٌ؛ فلا إنباءَ إلَّا بصَوْت مَسموع، وهذا الصوتُ ليس كأصواتِ المَخلوقين، بل هو أَعظَمُ وأجَلُّ؛ ولهذا إذا تكلَّم اللَّه ﷾ بالوَحْي صَعِق أهلُ السَّمَواتِ وارْتجَفَتِ السمَوات، ومَعلوم أنَّ صَوْت أَحَدٍ منَ الخَلْق لا يَحدُث منه هذا الشيءُ، ولكن اللَّه ﷿ أَعظَمُ وأَجَلُّ. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إئباتُ عِلْمِ اللَّه ﷾؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: التَّخويفُ من مُخالَفة الإنسان باطِنًا، لقوله ﷾: ﴿عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ فإيَّاكَ والمُخالَفةَ في الباطِن، لا تَقُلْ: إنني لم أُظهِر، ولا أَحَدَ يَعلَم،

1 / 141