128

Tafsir Al-Uthaymeen: Luqman

تفسير العثيمين: لقمان

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: الحذَر من وَساوِس الشَّيْطان؛ لأنَّ قوله ﷾: ﴿أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ﴾، هذا للتَّوْبيخِ والإنكار. الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: أن كل شيء يُوجِب العُقوبة فهو من تَلْبية طلَب الشَّيْطان والإِثْم، واعلَمْ أنه من تَلْبية طلَب الشَّيْطان، لقوله ﷾: ﴿أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ فمثَلًا لو أَراد الإنسان أن يَسرِق، أو أن يَزنِيَ، أو أن يَشرَبَ الخَمْر، أو أن يَقتُل نَفْسًا محُرَّمة، قُلْنا: هذا من الشَّيْطان، وتَلْبية لطلَبِه؛ لأنَّ الشَّيْطان هو الذي يَدْعو إلى عَذاب السَّعير. ويُؤخَذ من ذلك أن الشَّيْطان له عَقْل وإرادة، وقد قال اللَّه تعالى في سُورة النِّساء: ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: ٦٠]، فالشَّيْطان له إرادة وله تَزْيين، وله تَلْبيس؛ ولهذا يَجِب الحذَرُ منه غايةَ الحذَر. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: أن مَن دعا إلى ما يُوجِب العِقاب فهو شَبيهٌ بالشَّياطين، بل لنا أن نَقول: إنه شَيْطان، ولهذا قال النبيُّ ﵊ في الذي يُمانِع إذا مُنِع من المُرور بين يدَيِ المُصلِّي قال: "فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ" (^١)، وقال اللَّه ﷾: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ [الأنعام: ١١٢]. * * *

(^١) أخرجه البخاري: كتاب الصلاة، يرد المصلي من مر بين يديه، رقم (٥٠٩)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب منع المار بين يدي المصلي، رقم (٥٠٥)، من حديث أبي سعيد الخدري ﵁.

1 / 132