Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
خپرندوی
دار الثريا للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
مسرور القلب، منشرح الصدر، راضيًا بقضاء الله وقدره، إن أصابه خير شكر الله على ذلك، وإن أصابه ضده صبر على ذلك واعتذر إلى الله مما صنع، وعلم أنه إنما أصابه بذنوبه فرجع إلى الله ﷿، قال النبي ﵊: «عجبًا للمؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سَّراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضَّراء صبر فكان خيرًا له» (^١)، وصدق النبي ﵊، إذن أكبر نعمة أنزلها الله على الخلق هي نعمة الدين الذي به قوام حياة الإنسان في الدنيا والآخرة، والحياة الحقيقية هي حياة الآخرة، والدليل قوله تعالى في سورة الفجر: ﴿يقول يا ليتني قدمت لحياتي﴾ [الفجر: ٢٤] . فالدنيا ليست بشيء. الحياة حقيقة حياة الآخرة، والذي يعمل للاخرة يحيا حياة طيبة في الدنيا، فالمؤمن العامل للصالحات هو الذي كسب الحياتين: حياة الدنيا، وحياة الآخرة. والكافر هو الذي خسر الدنيا والآخرة ﴿قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين﴾ [الزمر: ١٥] . ﴿مطاع ثمَّ﴾ أي هناك ﴿أمين﴾ على ما كُلف به. جبريل هو المطاع فمن الذي يطيعه؟ قال العلماء: تطيعه الملائكة لأنه ينزل بالأمر من الله فيأمر الملائكة فتطيع، فله إمرة وله طاعة على الملائكة.
ثم الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين ينزل جبريل عليهم بالوحي لهم إمرة وطاعة على المكلفين ﴿وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين﴾ . [المائدة: ٩٢] .
في هذه الايات ﴿إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين﴾ أقسم الله ﷿ على أن هذا القرآن قول هذا الرسول الكريم
(^١) أخرجه مسلم كتاب الزهد: باب المؤمن أمره كله خير (٢٩٩٩) (٦٤) .
1 / 78