Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
56

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

سفرة﴾ السفرة الملائكة، وسموا سفرة لأنهم كتبة مأخوذة من السَّفَر أو من السَّفْرِ وهو الكتاب كقوله تعالى: ﴿كمثل الحمار يحمل أسفارًا﴾ [الجمعة: ٥] . وقيل: السفرة الوسطاء بين الله وبين خلقه، من السفير وهو الواسطة بين الناس، ومنه حديث أبي رافع ﵁ أن النبي ﵌ تزوج ميمونة ﵂ قبل أن يحرم قال: «وكنت السفير بينهما» (^١) أي الواسطة. والصحيح أنهم، وسموا سفرة لهذا وهذا لأنهم سفراء بين الله وبين الخلق، فجبريل ﵊ واسطة بين الله وبين الخلق في النزول بالوحي، والكتبة الذين يكتبون ما يعمل الإنسان أيضًا يكتبونه ويبلغونه إلى الله ﷿، والله تعالى عالم به حين كتابته وقبل كتابته. ﴿كرام﴾ كرام في أخلاقهم. . كرام في خلقتهم لأنهم على أحسن خلقة، وعلى أحسن خُلق، (بررة) جمع بر وهو كثير الفضل والإحسان ولهذا وصف الله الملائكة بأنهم كرام كاتبين يعلمون ما تفعلون، وأنهم عليهم الصلاة والسلام لا يستكبرون عن عبادة الله ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وهذه الايات فيها تأديب من الله ﷿ للخلق ألا يكون همهم هًّما شخصيًّا بل يكون همهم هًّما معنويًّا وألا يفضلوا في الدعوة إلى الله شريفًا لشرفه، ولا عظيمًا لعظمته، ولا قريبًا لقربه، بل يكون الناس عندهم سواء في الدعوة إلى الله الفقير والغني، الكبير والصغير، القريب والبعيد، وفيها أيضًا تلطف الله ﷿ بمخاطبة النبي ﵌ فقال في أولها: ﴿عبس وتولى. أن جاءه الأعمى﴾ ثلاث جمل لم يخاطب الله فيها النبي ﵌ لأنها عتاب فلو وجهت إلى الرسول بالخطاب لكان شديد عليه لكن جاءت بالغيبة ﴿عبس﴾ وإلا كان مقتضي الحال أن يقول (عبست وتوليت إن جاءك الأعمي) ولكنه قال: (عبس وتولى) فجعل الحكم

(^١) أخرجه مسلم كتاب النكاح، باب تحريم نكاح المحرم (١٤١١) (٤٨) .

1 / 62