Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
خپرندوی
دار الثريا للنشر والتوزيع
شمېره چاپونه
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
كان واردًا على حوضه في الآخرة، ومن لم يكن واردًا على شريعته فإنه محروم منه في الآخرة.
ومن الخيرات الكثيرة التي أعطيها النبي ﷺ في الدنيا ما ثبت في الصحيحين من حديث جابر ﵁ أن النبي ﷺ قال: «أعطيت خمسًا لم يُعطهن أحدًا من الأنبياء قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجلًا من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأعطيت الشفاعة، وأحلت لي المغانم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة» (^١) . هذا من الخير الكثير، لأن بعثه إلى الناس عامة يستلزم أن يكون أكثر الأنبياء اتباعًا وهو كذلك فهو أكثرهم أتباعًا ﵊، ومن المعلوم أن الدال على الخير كفاعل الخير، والذي دل هذه الأمة العظيمة التي فاقت الأمم كثرة هو محمد ﷺ، وعلى هذا فيكون للرسول ﵊ من أجر كل واحد من أمته نصيب. ومن يحصي الأمة إلا الله ﷿، ومن الخير الذي أعطيه في الآخرة المقام المحمود، ومنه الشفاعة العظمى، فإن الناس في يوم القيامة يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون، فيطلبون الشفاعة، فيأتون إلى آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى عليهم الصلاة والسلام حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقوم ويشفع، ويقضي الله تعالى بين العباد بشفاعته (^٢)، وهذا مقام يحمده عليه الأولون والآخرون وداخل في قوله تعالى: ﴿عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا﴾ [الإسراء: ٧٩] .
إذًا الكوثر يعني الخير الكثير، ومنه النهر الذي في الجنة، فالنهر الذي في الجنة هو الكوثر لا شك، ويسمى كوثرًا لكنه ليس هو فقط الذي أعطاه
(^١) أخرجه البخاري كتاب التيمم با ب قو ل الله تعالى:) فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) (٣٣٥) . ومسلم كتاب الصلاة باب المساجد ومواضع الصلاة (٥٢١) (٣) . .
(^٢) تقدم تخريجه ص (١١٠) .
1 / 332