178

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

ما قدم، وينظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» (^١)، كلنا سيخلو به ربه ﷿ يوم القيامة ويقرره بذنوبه، يقول: فعلت كذا في يوم كذا، حتى يقر ويعترف، فإذا أقر واعترف قال الله تعالى: «قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم» (^٢)، وكم من ذنوب سترها الله ﷿، كم من ذنوب اقترفناها لم يعلم بها أحد ولكن الله تعالى علم بها، فموقفنا من هذه الذنوب أن نستغفر الله ﷿، وأن نكثر من الأعمال الصالحة المكفرة للسيئات حتى نلقى الله ﷿ ونحن على ما يرضيه ﷾.
﴿ثم إن علينا حسابهم﴾ نحاسبهم، قال العلماء: وكيفية الحساب ليس مناقشة يناقش الإنسان، لأنه لو يناقش هلك، لو يناقشك الله ﷿ على كل حساب هلكت، لو ناقشك في نعمة من النعم كالبصر لا يمكن أن تجد أي شيء تعمله يقابل نعمة البصر، نعمة النفس، الذي يخرج ويدخل بدون أي مشقة، وبدون أي عناء، الإنسان يتكلم وينام، يأكل ويشرب، ومع ذلك لا يحس بالنفس، ولا يعرف قدر النفس إلا إذا أصيب بما يمنع النفس، حينئذ يذكر نعمة الله، لكن مادام في عافية يقول هذا شيء طبيعي، لكن لو أنه أصيب بكتم النفس لعرف قدر النعمة، فلو نوقش لهلك كما قال النبي ﵊ لعائشة: «من نوقش الحساب هلك» (^٣) أو قال «عذب» (^٤)، لكن كيفية الحساب:

(^١) اخرجه البخري، كتاب الزكاة باب الصدقة قبل الرد (١٤١٣) ومسلم كتاب الزكاة باب الحث على الصدقة ولو بشق تمره (١٠١٦) (٦٧) .
(^٢) تقدم تخريجه ص (٥٣) .
(^٣) أخرجه البخاري، كتاب الزكاة باب الصدقة قبل الرد (١٤١٣)، ومسلم كتاب الزكاة باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة (١٠١٦) ٦٧.
(^٤) أخرجه مسلم كتاب الجنة ونعيمها باب إثبات الحساب (٢٧٨٦) (٧٩) .

1 / 184