156

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

نلجأ إليه في جميع أمورنا، إذا علمنا أنه هو الخالق بعد العدم وأصابنا المرض نلجأ إلى الله لأن الذي خلقك وأوجدك من العدم قادر على أن يصح بدنك، إذًا الجأ إلى ربك، اعتمد عليه، ولا حرج أن تتناول ما أباح لك من الدواء، لكن مع اعتقاد أن هذا الدواء سبب من الأسباب جعله الله ﷿، وإذا شفيت بهذا السبب فالذي شفاك هو الله ﷿، هو الذي جعل هذا الدواء سببًا لشفائك، ولو شاء لجعل هذا الدواء سببًا لهلاكك، فإذا علمنا أن الله هو الخالق فنحن نلجأ في أمورنا كلها إلى الله ﷿، إذا علمنا أنه هو الهادي فإننا نستهدي بهدايته، بشريعته حتى نصل إلى ما أعد لنا ربنا ﷿ من الكرامة. ﴿سنقرئك فلا تنسى. إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى﴾ هذا وعد من الله ﷾ لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه يقرئه القرآن ولا ينساه الرسول، وكان الرسول ﵊ يتعجل إذا جاء جبريل يُلقي عليه الوحي فقال الله له: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه﴾ [القيامة: ١٦ - ١٩] . فصار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينصت حتى ينتهي جبريل من قراءة الوحي ثم يقرأه، وهنا يقول: ﴿سنقرئك فلا تنسى. إلا ما شاء الله﴾ يعني إلا ما شاء أن تنساه فإن الأمر بيده ﷿ ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت﴾ [الرعد: ٣٩] .
﴿ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير. ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير﴾ [البقرة: ١٠٦، ١٠٧] . وربما نُسّي النبي ﵌ آية من كتاب الله ولكنه سرعان ما يذكرها ﵊، وقوله تعالى: ﴿إنه يعلم الجهر﴾ أي أن الله تعالى يعلم الجهر، والجهر:

1 / 162