Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
خپرندوی
دار الثريا للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
والسلام، ثم نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد أضاف الله القرآن قولًا إلى جبريل، وإلى محمد عليهما الصلاة والسلام، فقال تعالى في الأول: ﴿إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثمَّ أمين﴾ [التكوير: ١٩ - ٢١] . وقال في الثاني إضافته إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ﴿إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلًا ما تؤمنون﴾ [الحاقة: ٤٠، ٤١] . ففي الأول أضاف القول إلى جبريل ﵊، لأنه بلغه عن الله إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفي الثاني أضافه إلى محمد ﷺ لأنه بلغه إلى الناس، وإلا فإن الذي قاله ابتداءً هو الله ﷾. ﴿إنه لقول فصل﴾ فصل يفصل بين الحق والباطل، وبين المتقين والظالمين، بل إنه فصل أي قاطع لكل من ناوأه وعاداه، ولهذا نجد المسلمين لما كانوا يجاهدون الكفار بالقرآن نجدهم غلبوا الكفار، وقطعوا دابرهم، وقضي بينهم، فلما أعرضوا عن القرآن هُزموا وأذلوا بقدر بُعدهم عن القرآن، وكلما أبعد الإنسان عن كتاب الله ابتعدت عنه العزة، وابتعد عنه النصر حتى يرجع إلى كتاب الله ﷿.
﴿وما هو بالهزل﴾ أي ما هو باللعب والعبث واللغو، بل هو حق، كلماته كلها حق، أخباره صدق، وأحكامه عدل، وتلاوته أجر، لو تلاه الإنسان كل أوانه لم يمل منه، وإذا تلاه بتدبر وتفكر فتح الله عليه من المعاني ما لم يكن عنده من قبل، وهذا شيء مشاهد، اقرأ القرآن وتدبره، كلما قرأته وتدبرته حصل لك من معانيه ما لم يكن يحصل لك من قبل، كل هذا لأنه فصل وليس بالهزل، لكن الكلام اللغو من كلام الناس كلما كررته مججته وكرهته ومللته أما كتاب الله فلا. ثم قال تعالى: ﴿إنهم يكيدون كيدًا﴾ ﴿إنهم﴾ يعني الكفار المكذبين للرسول صلى الله عليه
1 / 152