144

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

الإسلام حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية» (^١)، قال الحسن البصري ﵀: (والله ما سبقهم أبو بكر بصلاة ولا صوم، وإنما سبقهم بما وقر في قلبه من الإيمان) والإيمان إذا وقر في القلب حمل الإنسان على العمل، لكن العمل الظاهر قد لا يحمل الإنسان على إصلاح قلبه، فعلينا أن نعتني بقلوبنا وأعمالها، وعقائدها، واتجاهاتها، وإصلاحها وتخليصها من شوائب الشرك والبدع، والحقد والبغضاء، وكراهة ما أنزل الله على رسوله وكراهة الصحابة ﵃، وغير ذلك مما يجب تنزيه القلب عنه. ثم قال تعالى: ﴿فما له من قوة﴾ يعني يوم القيامة ما للإنسان من قوة ذاتية ﴿ولا ناصر﴾ وهي القوة الخارجية، هو بنفسه لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، ولا أحد يستطيع أن يدافع عنه، قال الله تعالى: ﴿فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون﴾ [المؤمنون: ١٠١] . في الدنيا يتساءلون، يسأل بعضهم بعضًا، ويحتمي بعضهم ببعض، لكن يوم القيامة لا أنساب يعني لا قرابة، لا تنفع القرابة ولا يتساءلون. ﴿وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالَاَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَفِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ . بعد أن ذكر الله تعالى الإقسام ﴿والسماء والطارق﴾ إلى

(^١) أخرجه البخاري كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) وقول جل ذكره:) إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ)، ومسلم كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (١٠٦٣) (١٤٢) ..

1 / 150