342

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

والمُجرِمين إذا مرَّ بهم المُؤمِن التَّقيُّ جعَلوا يَضحَكون ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ﴾ أي: إذا مرَّ المُؤمِنون بالمُجرِمين أو المُجرِمون بالمُؤمِنين كِلاهما ﴿يَتَغَامَزُونَ﴾ يَغمِز بعضُهم بعضًا، فانظُرْ إلى هذا المِسكينِ، وانظُرْ إلى ثِيابهم مثَلًا! ﴿وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ﴾ يَعنِي: يَرجِعون إلى أهلهم فَكهين، أي: مَرِحين مُتفَكِّهين بما قالوا في هؤلاء المُؤمِنين.
وقوله ﷾: ﴿وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ﴾ والفاعِل في الفِعْل ﴿رَأَوْهُمْ﴾ المُجرمون، والمَعنَى: إذا رأَى الذين أَجرَموا هؤلاء المُؤمِنين ﴿قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ﴾ تائِهون، وهذا هو الواقِعُ حتى في الوقت الحاضِر إذا رأَوُا المُتدَيِّن قال: هذا مُتخَلِّف، هذا رَجْعيٌّ، أو هذا أُصوليٌّ، يَعنِي: مُتشَدِّدًا، وما أَشبَه ذلك.
ثُمَّ قال ﷾: ﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ﴾ [المطففين: ٣٤] في يوم القِيامة تَحصُل الضِّحْكة من المُؤمِنين على الكافِرين، وهذه الضِّحكةُ ليس بعدَها بكاءٌ، أمَّا ضِحكة أُولئِك فبعدَها البُكاء والألَمُ والحَسْرة.
وقوله تعالى: ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ﴾ [المطففين: ٣٥] يَنظُرون ما أَنعَم الله تعالى به عليهم، ويَنظُرون ما عذَّب الله تعالى به هؤلاء.
ثُمَّ قال الله تعالى: ﴿هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المطففين: ٣٦]، فهؤلاءِ المُجرِمون يَبدو لهم يوم القِيامة ما كانوا يَستَهزِئون به من شريعة الله تعالى، وجزاء الله تعالى، وما أَشبَه ذلك، وقد كانوا يَسخَرون بالرَّسول ﵊ وبما وَعَد به من النعيم، وبما وعَدَ به من العذاب، ويَقولون: يا مُحمَّدُ، إن كُنتَ صادِقًا أننا سنَلقَى هذا فلْيَكُن لك أنتَ، ففجِّرِ الأرض يَنابيعَ، واجعَلِ الرِّياض مَزارعَ نَخيلٍ، وما أَشبَه ذلك.
وهل يَرَى المُؤمِنون هؤلاءِ يَوْم القِيامة يُعذَّبون؟
الجَوابُ: نعَمْ، يَرَوْنهم ويَتَخاصَمون معَهم ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِين

1 / 346