Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar
تفسير العثيمين: الزمر
خپرندوی
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
من دونه وهي الأصنام، وأُثنِيَ عليها ﴿إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾: ﴿إِذَا﴾ هذه فُجائِيَّة أُجِيب بها الشرط؛ لأن الشَّرْط يُقرَن أحيانًا بالفاء، وأحيانًا بـ (إذا)، كقوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾ [الروم: ٣٦]، أي: فهُمْ، فجواب الشَّرْط هنا قُرِن بـ (إذا) الفُجائية؛ لأنه جُملةٌ اسمِيَّة.
وتَأمَّل قوله تعالى: ﴿إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ حيث جاءَت بالجُمْلة الاسمِيَّة إشارةً إلى دوام استِبْشارِهم وثُبوته ورُسوخه في أَنفُسهم. وجواب ﴿إِذَا﴾ في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ﴾، هو قوله ﷾: ﴿اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾.
وجَواب قوله تعالى: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ هو قوله تعالى: ﴿إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ وبَيْن الجُمْلتين رابِط؛ لأن القاعِدة هي إذا كانت جُملة الجواب اسمِيَّة لا بُدَّ فيها من رابِط، والرابِط هنا قوله: (إذا)، وهي الفُجائِيَّة.
ولهذا يُروَى عن النبيِّ ﷺ أنه قرَأَ ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ [النجم: ١٩، ٢٠] تِلك الغَرانيقُ العُلا، وإنَّ شَفاعَتَهُنَّ لتُرْتَجَى. ألقاها الشَّيْطان في قِراءة النبيِّ ﷺ، ولم يَتلُها الرسول ﵊، لكن الشيطان أَسمَعَ قُرَيْشًا هذا القولَ، يَقولون: إنهم سجَدوا مع النبيِّ ﷺ لما أَنهَى السورة وسجَد؛ لأنهم قالوا: الآنَ رجَع إلينا، أو على الأقَلِّ داهَنَنا؛ لأنه أَثنَى على أصنامنا فسجَدوا معه، وهذه القِصَّةُ مَشهورة (١).
(١) أخرجها الطبري في تفسيره (١٦/ ٦٠٤ - ٦٠٨) من عدة طرق، وقال ابن كثير في تفسيره (٥/ ٣٨٧): طرقها كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح. وقال الشنقيطي في أضواء البيان (٥/ ٢٨٦): اعلم أن مسألة الغرانيق مع استحالتها شرعًا، ودلالة القرآن على بطلانها لم تثبت من طريق صالح للاحتجاج، وصرح بعدم ثبوتها خلق كثير من علماء الحديث كما هو الصواب.
1 / 330