248

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ولمَّا ذكَر الرِّجال الأربعة، ومنهم رجُلٌ أَعطاه الله ﷾ المال فهو يُنفِقه في غير مَرضاة الله تعالى، فقال الرجُل الفقير: ليتَ لي مال فُلان فأَعمَل فيه كعمَل فُلان. قال: "فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ" (١)، مع أنه لم يَعمَل، لكن تمَنَّى وأَراد. والله تعالى أَعلَمُ.
وإذا أَخبَر مُخبِر بخبَر وهو يَظُنُّ أنه يُطابِق الواقِع وكان يُخالِف الواقِع هل يُسمَّى: كذِبًا؟ نعَمْ، يُسمَّى كاذِبًا، لكن ليس عليه إِثْم الكاذِب.
وإذا قال الرجُل: أَعبُد الله تعالى ليَرضَى الله. فهذا صحيح، وأمَّا قول الصُّوفية: أَعبُد الله لله. فهذا خطَأ؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا﴾ [المائدة: ٢]، فبَدَأ بالفضْل، وهذا في وَصْف الرسول ﵊ وأصحابه: حيث قال: ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ [الفتح: ٢٩].
ومثله في طلَب العِلْم؛ فنَقول: نحن نُخلِص لأَخْذ العِلْم، فإنه لا شَكَّ أن الإخلاص لله تعالى مَعونة، وسبَب لتَحصيل العِلْم وبرَكة العِلْم الإِخْلاص سبَبٌ لحُصول المَفقود والبَرَكة في المَوجود.

(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٣٠)، والترمذي: كتاب الزهد، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر، رقم (٢٣٢٥)، وابن ماجه: كتاب الزهد، باب النية، رقم (٤٢٢٨)، من حديث أبي كبشة الأنماري ﵁.

1 / 252