ويَترتَّب على هذه الفائِدة: أن قوله تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك: ١٦] يُمكِن أن يُراد به مَن في العُلوِّ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: بَيان قُدْرة الله ﷿ ورحمته بالعِباد حيث سلَكَ هذا الماءَ يَنابِيعَ في الأرض، ولم يَبقَ راكِدًا على ظَهْرها؛ لِمَا في ذلك من الحِكْمة والرَّحْمة، فنَراه مَخزونًا في الأرض، متى احتاجه الناس استَخْرَجوه.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: بَيان قُدْرة الله تعالى حيث أَخرَج بهذا الماءِ ذلك الزرعَ المُختَلِفَ الألوان.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: إثبات الأسباب كما في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أن السبَب لا يَستَقِلُّ بالتَّأثير في المُسبَّب؛ لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ يُخْرِجُ﴾ فأَضاف الإخراج إلى الله تعالى، وهذا هو الذي عليه سلَف الأُمَّة وأئِمَّتها، فالأسباب لها تَأثيرٌ في المُسبَّبات، ولكن تَأثيرها بفِعْل الله تعالى.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: بَيان قُدرة الله ﷿ حيث أَخرَج هذا الزَّرعَ المُختَلِفَ الألوان مع أنه يَتَغذَّى بماء واحِد ومن طينةٍ واحِدة؛ لقوله تعالى: ﴿مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ﴾.
الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: أن كمال الدُّنيا مُؤْذِنٌ بنَقْصها؛ لأن الله تعالى ضرَب ذلك مثَلًا للدُّنيا كما في الآيات التي سُقْناها.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: أن الذين يَتَذكَّرون بآيات الله تعالى الكونية هم أُولو العُقول، وأمَّا مَن لا يَتَذكَّر بها ويَقول: هذه الطبيعةُ تَتَفاعَل وتَتَجارَى! فإنه لا عَقلَ له.