Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar
تفسير العثيمين: الزمر
خپرندوی
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
ومن البشرى أيضًا: أنْ يُوفِّقك اللهُ ﷿ لمصاحَبَةِ الأَخْيارِ، فكما جاء في الحديث: "إِنَّ المَرْءَ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ؛ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ" (١)، فإذا وجَدْتَ أنَّ الله وفَّقَك لمصاحَبَةِ الأخيار، فإن هذا عنوانٌ على السَّعادَة.
ومن البشرى أيضًا: أنْ يُحِبَ الإنسانُ من يُحِبُّه اللهُ، فإنَّ النَّبِي ﷺ سُئِلَ عن الرَّجُلِ يُحِبُّ القَوْم ولمَّا يَلْحَقْ بهم، فقال ﷺ: "مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا فَهُوَ مِنْهُمْ" (٢)؛ قال أنس بن مالك ﵁: "مَا فَرِحْنَا بعد الإسلام بشَيْءٍ أحَبَّ إلينا من هذا الحديث"؛ ثم قال: "فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ ﷺ وأُحِبُّ أبا بَكْرٍ وعُمَرَ" (٢)؛ فهذه من البُشْرَى.
المهم: أنَّ البُشرى كلُّ خبرٍ سارٍّ، فيشمل ما قاله المُفَسِّر ﵀: [الجَنَّة] وهي الغاية لكلِّ إنسانٍ، ويشمل ما كان علامةً على ذلك. قوله تعالى: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾ أمر اللهُ النَّبِي ﷺ بأن يُبَشِّرَ عباد الله بالجَنَّة، وبكل ما يَسُرُّهم حتى في الدنيا، فالمؤْمِنُ مسرورٌ دائمًا وإن أصيب ببلاءٍ فإنه مسرورٌ؛ لأنَّه إذا أصيب بالبلاءِ فَصَبَرَ كان خيرًا له.
قوله: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾ الدال مكسورة مع أنها مفعولٌ به؛ لأنَّ أَصْلَها (عبادِي) فحُذِفَتِ الياءُ للتَّخْفيفِ؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ [الرعد: ١١]. أي: مِنْ (والِي)، وإن كان الياء في (والِي) غير الياء في (عبادي)؛ لأنَّ الياء في (والٍ)
(١) أخرجه الإمام أحمد (٢/ ٣٠٣)، وأبو داود: كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، رقم (٤٨٣٣)، والترمذي: كتاب الزهد، باب (٤٥)، رقم (٢٣٧٨) من حديث أبي هريرة ﵁. (٢) أخرجه البخاري: كتاب الأدب، باب علامة حب الله ﷿، رقم (٦١٦٨)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، رقم (٢٦٤٠)، من حديث ابن مسعود ﵁، بلفظ: "المرء مع من أحب". (٣) أخرجه البخاري: كتاب الأدب، باب علامة حب الله ﷿، رقم (٣٦٨٨)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، رقم (٢٦٣٩/ ١٦٣)، عن أنس ﵁ في قوله ﷺ: "أنت مع من أحببت".
1 / 145