Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
115

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الفرج أَقْرَبُ إليك، "وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" (١). من فوائد الآية الكريمة: الْفَائِدَة الأُولَى: في هذه الآية أُمِرَ النَّبِي ﷺ بأن يقولَ للنَّاس: ﴿يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ﴾. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنه لا بد مع الإيمان من التقوى؛ لقوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ﴾، وهذه الصِّيغة ﴿قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ﴾ لن يقولَها الرَّسول ﷺ بهذا اللَّفْظِ، لكن سيقول: يا عبادَ اللهِ، أو كلمةً نحوَها، لكنَّ الله أضاف ذلك إلى نفسه؛ ليُبَيِّن الإخلاص لله ﷿ في هذه العبادة. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ الرَّبَّ وهو الخالق المالِك المُدَبِّر؛ هو أهل التقوى دون غيره، كما قال تعالى في سورة المدثر: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦]. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ للمُحْسنين في هذه الدنيا حَسَنَةٌ؛ لقوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾. الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ الله تعالى بِفَضْله وكَرَمِه يُعَجِّل الثَّواب لمن يَسْتَحِقُّ الثَّواب في الدنيا قبل الآخرة؛ لأنَّ حَسَنَةَ الدنيا دون حَسَنَة الآخرة بكثيرٍ. الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: وجوب المهاجَرَة إلى الله ورسوله إذا كان الإنسانُ في بلد كُفْرٍ لا يَقْدِرُ على إظهار دِينِهِ؛ لقوله: ﴿وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ﴾. الْفَائِدَةُ السَّابعَةُ: أن من الدَّعوة إلى الله ومن حُسْنِ الدعوة إقامَةَ الحُجَّة؛ لقوله: ﴿وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ﴾ فإنه لا عُذْرَ لأحد أن يقول: لا أَجِدُ مَلْجَأً، أو لا أَجِدُ مُهَاجَرًا.

(١) أخرجه الإمام أحمد (١/ ٣٠٧)، من حديث ابن عباس ﵄.

1 / 119