ومن ليس بعالِمٍ لا يُمْكِنُ أن يَخْلُقَ، فتكونُ دلالةِ الخالقِ على العِلْمِ والقدرةِ دلالةُ التزامٍ.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: الرَّدُّ على أهلِ التعطيلِ في قولِهِ: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾، وذَكَرْنا فيما مرَّ: إثباتَ السميعِ اسمًا للهِ، والبصيرِ اسمًا للهِ وإثباتَ البصرِ صفةً للهِ، وإثباتَ السمعِ صفةً للهِ.
فإن قال قائلٌ: أيُّما أوسعُ الصفةُ أو الإسمُ؟
فالجوابُ: الصفةُ أوسعُ؛ وَجْهُ ذلك: أن كلَّ اسمٍ متضمِّنٍ لصفةٍ، وبهذا يكونُ الإسمُ والصفةُ متوازِيَيْنِ، هناك صفاتٌ لا يُمْكِنُ أن يُسَمَّى اللهُ بها، فالصفةُ أوسعُ، ألسنا نقولُ: عَبَّرَ اللهُ بكذا وكذا؟ ألسنا نقول: تَحَدَّثَ اللهُ عن كذا؟ ومع ذلك لا نُسَمِّي اللهَ تعالى متحدِّثًا، ولا نسميه مُعَبِّرًا، لماذا؟ لأن الوصفَ أوسعُ من الإسمِ، وهذه فائدةٌ أيضًا مهمَّةٌ عَكْسَ ما يقولون: إنَّ الأسماءَ لا تَتَضَمَّنُ الصفاتِ.
ويجوزُ لنا أن نقولَ: "عبَّرَ الله تعالى في الآيةِ كذا" لأنَّ التعبيرَ بمعنى الكلامِ ووصفُ الأفعالِ واسعٌ بالنسبةِ لأفعالِ اللهِ ﷿، ليس هو من جنسِ الأسماءِ، كلُّ ما يصحُّ أن يُنْسَبَ لله فَعَبَّرَ به.
* * *