Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
83

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

عيب ووصف قبيح، سموهم المشبهة والمجسمة والحشوية والغثاء والنوابت والعامة، وما أشبه ذلك من الكلمات التي تفيد القدح، ولكن جعل الله ﷾ لكل نبي عدوًّا من المجرمين، ولكل متبع نبي عدوًّا من المجرمين، فورث هؤلاء الأصفياء صفوة الخلق وهم الرسل -عليهم الصلاة والسلام- وورث هؤلاء الأشقياء أشقى الخلق الذين يقدحون في الرسل. ١٤ - ومن الفوائد: شدة انتصار هؤلاء المشركين لآلهتهم، انظر كيف قالوا: ﴿أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا﴾ وهذا يدل على شدة انتصارهم لها وحميتهم الجاهلية، وقد سبق في سورة "يس" ﴿يس (١)﴾ أن الله تعالى قال عن هذه الآلهة: ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)﴾ [يس: ٧٥] فالأصنام والآلهة لا تنصرهم، وهؤلاء جند محضرون لنصر هذه الآلهة. ١٥ - ومنها: وقوله تعالى: ﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (٣٧)﴾: أن رسول الله ﷺ جاء بالحق، فكل دينه مشتمل على الحق فيما يتعلق بمعاملة الله تعالى أو فيما يتعلق بمعاملة عباد الله. وقد قال الله تعالى في وصف القرآن الذي جاء به الرسول ﷺ ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: ٩] هذه الكلمة لو صنفت عليها مجلدات ما استوعبت مدلولها ﴿يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ في كل شيء، في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات إيجادًا أو تركًا، ولو أنك تتبعت الشريعة بقدر ما تستطيع لوجدت أن هذا الوصف منطبق على جميع خصال

1 / 86