176

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وقوله: ﴿هُمُ الْبَاقِينَ (٧٧)﴾ (هم): ضمير فصل، وضمير الفصل ليس له محل من الإعراب، لكن له محل من المعنى، فهو يميز بين الخبر والصفة، ويفيد التوكيد، ويفيد الحصر. ﴿ذُرِّيَّتَهُ﴾ أي: نسله فقد جعل نسل نوح ﵊ هم الباقين، ولهذا يقال: إن نوحًا ﵊ هو الأب الثَّاني للبشرية، والأب الأوَّل آدم ﵊. ويقال: إن إبراهيم ﵊ أبو الأنبياء ولا يقال: أبو البشرية؛ لأنَّ البشر لم ينحصروا في ذرية إبراهيم ﵊ لكنَّه أبو الأنبياء، لأنَّ الأنبياء من بعده كلهم من ذريته كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ﴾ [الحديد: ٢٦] فما قبل إبراهيم ﵊ من الأنبياء فهم من ذرية نوح ﵊؛ وما بعد إبراهيم ﵊ من ذرية إبراهيم ونوح -عليهما الصَّلاة والسلام-؛ لأنَّ إبراهيم ﵊ من ذرية نوح ﵊ ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (٧٧)﴾ قال المؤلف: ﵀[فالناس كلهم من نسله ﵇ وكان له ثلاثة أولاد: سام، وهو أبو العرب والفرس والروم، وحام: وهو أبو السودان، ويافث: وهو أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك]. ما ذكره ﵀ هو المشهور عند المؤرخين أن أولاد نوح ﵊ كانوا ثلاثة: سام، وحام، ويافث، لكن لم يأتِ هذا بسنة صحيحة عن النَّبي ﷺ ولا في

1 / 179