159

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وقوله: ﴿ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (٧١)﴾ يعني لا كلهم، فإن من الأولين من اهتدى، ولكن أكثرهم ضل حتَّى قال رسول الله ﷺ حين عرضت عليه الأمم: "رأيت النَّبيُّ ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد" (^١) وقوله: ﴿أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (٧١)﴾ أي: السابقين، فكل من سبق هذه الأمة فإنَّه يعتبر من الأولين. الفوائد: ١ - في الآية الكريمة دليل على أن الأمم السابقة قد ضل أكثرهم، وهو كذلك، وقد تقدم أن الرسول ﷺ رأى النَّبيُّ ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد. ٢ - ومن فوائدها: تسلية النَّبيُّ ﷺ بذكر المماثل للدَّين كذبوه؛ لأنَّ الإنسان يتسلى ويتأسى بغيره. ٣ - ومن فوائدها: عناية الله ﷿ برسوله ﷺ حيث كان، يضرب له من الأمثلة ما يسليه بها؛ لأنَّ سلو الإنسان بغيره يكون عليه الأمر وفي يده قوة واندفاعًا فيما يدعو إليه. ٤ - ومن فوائدها: تهديد هؤلاء المكذبين لرسول الله ﷺ أن يصيبهم مثل ما أصاب الأمم السابقة. * * * ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (٧٢)﴾ هذه الجملة مؤكدة بما سبق بالقسم، واللام، وقد.

(^١) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنَّة بغير حساب ولا عذاب (رقم ٢٢٠) (٣٧٤).

1 / 162