126

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

النعمة الخاصة أيضًا فيها ما هو أخص، وهي نعمة الله على الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، ومنها قوله تعالى: ﴿مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢)﴾ [القلم: ٢] فإن هذه النعمة أخص النعم. والنعمة في هذه الآية ﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي﴾ من الخاصة؛ لأن نعمة الله العامة كائنة حتى على هذا القرين الرديء، ولكن هذه نعمة خاصة. قال المؤلف ﵀: [﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي﴾ عليَّ بالإيمان لكنت من المحضرين معك في النار]. اللام واقعة في جواب لولا، لأن (لكنت) هي جواب لولا، ﴿لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧)﴾ معك في النار. وإن شئت فقل: لكنت من المحضرين معك في العذاب، ليكون أشد، فإن العذاب أعم وأشد من عذاب النار، وإن كان من في النار فهو معذب -والعياذ بالله-. قوله: ﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى﴾ الهمزة في ﴿أَفَمَا﴾ للاستفهام، والفاء: عاطفة و(ما): نافية حجازية ترفع الاسم وتنصب الخبر، وهي هنا عاملة لتمام الشروط. ﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨)﴾ هذا الاستفهام يقول المؤلف: ﵀[هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله تعالى من تأبيد الحياة وعدم التعذيب]. أي: أنهم يتلذذون بانتفاء الموت عنهم، ولا شك أن انتفاء الموت والخلود والتأبيد من أكبر ما يسر به الإنسان. ولهذا جاء في الحديث: "أنه إذا كان يوم القيامة جيء بالموت على صورة كبش فيوقف بين الجنة والنار، وينادى هؤلاء وهؤلاء فيقال لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا

1 / 129