100

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

كالأنعام، بل هم أضل، وأما العباد لله تَعبُّد شَرْع فإن هؤلاء هم المخلصون. ١١ - من فوائدها: أن هؤلاء المخلصين لهم عطاء عند الله ﷿ معلوم عنده وعندهم ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١)﴾ فإن الله تعالى أخبر عباده بما ينالونه يوم القيامة من أنواع الثواب. فإن قال قائل: هل هو معلوم بالحقيقة أو بالمعنى؟ فالجواب: أنه معلوم بالمعنى، أما الحقيقة فليس بمعلوم يعني: أننا لا نعلم كنه هذا النعيم، أو هذا الرزق، لقول الله تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)﴾. [السجدة: ١٧]. ولقوله تعالى في الحديث القدسي: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" (^١). إذًا لا نعلم من نعيم الآخرة إلا الأسماء فقط، أما الحقائق فإنها ليست معلومة، كما قال ابن عباس ﵄: "ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء" (^٢)، لكن الحقائق تختلف اختلافًا عظيمًا. فهو معلوم المعنى لا معلوم الحقيقة والكنه؛ لأن ذلك لا يدرك إلا بحق اليقين.

(^١) تقدم ص ٩٩. (^٢) أخرجه الطبري في تفسيره (للآية ٢٥ من سورة البقرة)، وابن أبي حاتم في تفسيره للآية المذكورة، وأبو نعيم في (صفة الجنة) ١٢٤.

1 / 103