196

Tafsir Al-Uthaymeen: Ar-Rum

تفسير العثيمين: الروم

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الجوابُ؛ لأنَّهَا أفادتْ، وبالخصوص نقولُ؛ لأنَّهَا وقعتْ بعد ﴿إِذَا﴾ الفجائية، فإذا جاءَ المبتدأُ بعد ﴿إِذَا﴾ الفجائية فلا بأسَ أنْ يكُونَ نكرةً.
وقوْله تَعالَى: ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾، وقال هنا: ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ﴾ يعني وفريقٌ آخَرُ لا يشركُ، مع أنه في آيةٍ أخرى يقول: ﴿فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ [العنكبوت: ٦٥]، وفي آية ثالثة ﴿فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (٣٢)﴾ [لقمان: ٣٢]، فهل نقول: إن الآيات الَّتِي يقول الله فيها: ﴿إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ تُحمل عَلَى المُشْرِكِينَ، والآيات الَّتِي فيها ﴿فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ﴾ أو ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾ تنزل عَلَى العُمُوم؟
والجواب: هَذا الإِشكالُ ما وَرَدَ عِنْدي إلَّا الآن لمَّا وصلنا آخرَ الآية وإِلَّا ففي الأول قرَّرنا أنَّها للمُشْرِكِينَ أو النَّاس من حيْثُ هم ناسٌ ولكن لما قَالَ: ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾ صَارَ عندي ترَدُّدٌ، هل الآيةُ عامة فنقول: إن المؤْمِنينَ إذا أُصيبوا بالضَّراء لا شك أنهم يلجؤونَ إِلَى الله أكثرَ كما هو مُشاهد؛ وَلهذا قال الرَّسول ﷺ: "تَعَرَّفْ إِلَى الله فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ" (^١)، فَهَذَا دليلٌ عَلَى أنَّ الإنسانَ في حال الرَّجاء قد يحصُل منه غفلةٌ عن الله عَز جلَّ وعَدَمُ تَعَرُّفٍ، لكن في حال الشِّدة يلجؤونَ إِلَى الله عَز جلَّ، قال النَّبيُّ ﷺ في الخسوف: "إِنَّ الله يُخَوِّفُ بِهِما عِبادَهُ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ الله" (^٢)، فالآية تحتاج إِلَى تأمُّلٍ.
والَّذي يبدو لي الآن أن الآيَاتِ الَّتِي يقولُ الله فيها: ﴿فَلَمَّا نَجَّاهُمْ﴾ ﴿إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ تكون خاصَّة بالمُشْرِكِينَ، أمَّا الآياتُ الَّتِي يقولُ الله فيها: ﴿فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ﴾

(^١) سبق تخريجه.
(^٢) أخرجه البخاري: أبواب الكسوف، باب الذكر في الكسوف، رقم (١٠٥٩)، ومسلم: كتاب الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف الصلاة جامعة، رقم (٩١٢).

1 / 202