Tafsir al-Uthaymeen: An-Nur
تفسير العثيمين: النور
خپرندوی
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
أما إِذَا كَانَ الْأَمْر بالعَكْسِ بأن جاءت الإضافة من غير السيِّد فهَذَا لا بأس به، كما أن العَبْد أيضًا منهي أنْ يقولَ: ربي لسيِّده، وليقل: مولاي، لكن لو أنك قلت: يا عبد كلم ربك، ادعُ ربك لي، هَذَا يجوز، نفس الشَّيء إِذَا خاطب العَبْد سيِّده بالرُبوبِيَّة نقول: هَذَا منهي عنه؛ لأَن السيِّد يتعاظَم والعبد يتواضَع، ولهذَا جاء في الحديث حديث جبريل في أمارات الساعة قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا، فَقَالَ: "أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبّتهَا" (^١)، هكذا ثبت بهَذَا اللَّفْظ المعْرُوف (رَبّتهَا) لكن في رِوايَة أُخْرَى: "أَنْ تَلِدَ الْأمَةُ رَبَّهَا" (^٢).
فالحاصِل: أنَّه يَجب أن نعرف الفَرْق بين الإضافة إلى ضمير المتكلِّم والإضافة إلى غيره، فالإضافة إلى ضمير المتكلِّم منهي عنها، بالنِّسْبَةِ للسيد لا يَقُول: عبدي وأمتي، والعبد لا يَقُول: ربي، وأما الإضافة إلى غير ياء المتكلِّم فهَذه جائزة، والفَرْق بينهما من حيث المَعْنى واضح.
قَوْلهُ: ﴿إِنْ يَكُونُوا﴾ قَالَ المُفَسِّر ﵀: [أَي: الْأَحْرَار ﴿فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ الله﴾ بِالتَّزوُّجِ ﴿مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ﴾ لِخَلْقِهِ ﴿عَلِيمٌ﴾ بِهِمْ] اهـ.
قَوْلهُ: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ﴾ أي المتزوجين.
وقول المُفَسِّر: [أَي: الْأَحْرَار] لماذا خصها بالأحرار مع أنَّه في الآية يَقُول: ﴿الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾ ثم قال: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ﴾؟
(^١) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بَيان الإيمان والْإِسْلَام والإحسان، حديث رقم (٨)، عن عمر بن الخطاب.
(^٢) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النَّبِيّ ﷺ، حديث رقم (٥٠)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بَيان الإيمان والْإِسْلَام والإحسان، حديث رقم (٩)، عن أبي هريرة.
1 / 205