99

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Ma'idah

تفسير العثيمين: المائدة

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٣٥ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

أحد الاحتمالين فالواجب الأخذ بالراجح، ولو أننا جعلنا لكل نص يحتمل وجهين جعلنا دلالته ساقطة لضاعت علينا أحكام كثيرة وأدلة كثيرة. فنقول: أيهما أرجح أن يراد بالطاهر المؤمن أو أن يراد بالطاهر المتوضئ؟ الثاني أرجح؛ لأننا لم نعهد أن الرسول ﵊ كان يعبر عن المؤمن بالطاهر، لأن وصف المؤمن أحب إلي النفوس وأقوي في الثناء من وصف الطاهر. لكن قد يقول قائل: هذا الظاهر الذي قلتم يعارضه أن الرسول ﵊ ذكر ذلك في الكتاب الذي كتبه لعمرو بن حزم وقد بعثه إلي اليمن، فهذه قرينة علي أن المراد بالطاهر المؤمن؛ لأنه متوجه إلي قوم كفار يدعوهم إلي الإسلام، وهذا لا شك أنه مؤثر في الاستدلال، لكن كون الرسول ﵊ لم يستعمل قط كلمة طاهر تعبيرًا عن المؤمن، يضعف هذا الوجه. فالذي يظهر أن مس المصحف لا يجوز إلا بوضوء، هذا هو الظاهر. لو قال قائل: كيف الجواب علي حديث: "كان رسول الله ﷺ يذكر الله علي كل أحيانه" (^١) والقرآن داخل في عموم الذكر، فلا يشترط لقراءة القرآن الوضوء؟

(^١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب هل يتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا وهل يلتفت في الأذان، ومسلم، كتاب الحيض، باب ذكر الله تعالي في حال الجنابة وغيرها، حديث رقم (٣٧٣) عن عائشة ﵂.

1 / 103