130

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

(أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) يعني أكبر مما سألوا، هم سألوا سدًا، ولكنه قال ردمًا، يعني أشد من السد، فطلب منهم: *** (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) (الكهف: ٩٦) قوله تعالى: (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) الزُّبَر يعني القطع من الحديد، فجمعوا الحديد وجعلوه يساوي الجبال، وهذا يدل على القوة العظيمة في ذلك الوقت، يعني أرتال من الحديد، تجمع حتى تساوي الجبال الشاهقة العظيمة. (حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ) يعني جانبي الجبلين (قَالَ انْفُخُوا) يعني انفخوا على هذا الحديد، وليس المراد بأفواهكم؛ لأن هذا لا يمكن، ولكن انفخوا بالآلات والمعدات التي عنده؛ لأن الله أعطاه ملكًا عظيمًا، فنفخوا (حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) والحديد معروف أنه إذا أوقد عليه في النار يكون نارًا، تكون القطعة كأنها جمرة، بل هي أشد من الجمرة، ثم طلب أن يؤتوه قطرًا يفرغه عليه، والقطر هو النحاس المذاب كما قال الله تعالى: (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْر) (سبأ: الآية ١٢)، يعني النحاس أرسله الله تعالى لسليمان، بدل ما كان معدنًا قاسيًا يحتاج إلى إخراج بالمعاول ثم صَهْر بالنار، أسال الله له عين القطر كأنها ماء - سبحان الله -. قال ذو القرنين: (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) فأفرغ عليه القطر - النحاس - فاشتبك النحاس مع قطع الحديد فكان قويًا. ***

1 / 134