97

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٣٥ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

﴿جَنَّاتٌ﴾: كثيرة ومتنوعة ذكر الله تعالى في سورة الرحمن أن أجنانها أربعة، فقال: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: ٤٦]، ثم قال: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: ٦٢]. وأخبر النبي ﵊: أنَّها جنتان من ذهب وجنتان من فضة (^١)، وهذا باعتبار الجنس. أما الأنواع فكثيرة؛ لأن لكل أمة ما يختص بها من الثواب، ولكل فرد من الأمة ما يختص به من الثواب. ونحن نعرف الآن أن الفواكه في الدنيا اسمها واحد، ولكنها تختلف؛ فالرمان مثلًا في هذا البستان يكون جيدًا، وفي هذا البستان يكون رديئًا، وكذلك بقية الفواكه. كذلك الجنَّةَ تختلف حتَّى وإن اشتركت في أن كلها رمان، وكلها فواكه وما أشبه ذلك، فإنها تختلف من شخص لآخر، كما قال تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾ [الأنعام: ١٣٢]. وأخبر النبي ﵊ أن أهل الجنَّةَ يتراءون أصحاب الغرف العالية كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق (^٢). فهي درجات عظيمة، فهنا قال: ﴿جَنَّاتٌ﴾ بالجمع لتعدد أجناسها وأنواعها وأفرادها.

(^١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿وَمِنْ دُوْنِهِمَا جَنَّتَانِ﴾، رقم (٤٨٧٨). ومسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم ﷾، رقم (٤٤٨). (^٢) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنَّةَ وأنها مخلوقة، رقم (٣٢٥٦). ومسلم، كتاب الجنَّةَ وصفة نعيمها وأهلها، باب ترائي أهل الجنَّةَ أهل الغرف كما يرى الكواكب في السماء، رقم (٧١٤٤).

1 / 99